حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—
الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي يعد في رأيي من أكفأ الوزراء حاليا، كما أنه يتميز بقلة كلامه وتصريحاته التي تخرج مدروسة غالبا، ومن الصعب أن تجد له تصريحا أهوج أو مثيرا للجدل كبعض السادة الوزراء.
ولكن يوم الإثنين الماضي تحديدا، وخلال حفل تكريم عدد من الطلبة الأوائل، مال الوزير علي أحد طلاب كلية الهندسة وسأله انت عارف إنك بتكلف الدولة 40 ألف جنيه ؟ وقال إن هذا المبلغ هو تكلفة الطالب في أي كلية عملية !
لن أدعي أن كلام معالي الوزير مبالغ فيه.. لكن بالعقل كده.. هل معني كلام سيادته أن الجامعات الخاصة التي تصل تكلفة الدراسة في بعض كلياتها الي 15 الف جنيه و20 ألفا وبـ 30 ألفا و 39 ألف جنيه كل دول بيخسروا، وبيصرفوا علي الطلبة وأولياء أمورهم من جيوبهم ؟
علما بأن هناك كليات هندسة بهذه الأسعار، وأعتقد أن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي لا يستطيع القول إن أسعار هذه الجامعات الخاصة قليلة لأنها تقدم مستوي تعليميا أقل من الجامعات الحكومية! لأنه هو شخصيا الذي يمنح الترخيص لهذه الجامعات، ووزارته هي الضامن لجودة هذا التعليم.. وكلنا نعرف وسيادته أولنا أن التعليم الخاص أصبح أكثر تميزا من الحكومي بسبب قلة الأعداد وتوافر الامكانيات.
وبالتالي.. مادمنا أمام جامعات خاصة تقدم خدمة تعليم جيدة وبأسعار أقل مما تدفعه الحكومة لتعليم نفس الطالب ونفس التعليم … تصبح القضية في الرقم الذي ذكره معالي الوزير، وإما أنه رقم مبالغ فيه.. أو أن نمط الإدارة والإنفاق فيه إهدار أو أن تكون الحقيقة أن الطالب في جامعات الحكومة بيتكلف وبيتصرف عليه أكثر مما بتصرف عليه الجامعات الخاصة.. ومع ذلك الجامعات الخاصة بتكسب أرباحاً وبتقدم تعليما أكثر جودة.
وهنا أقترح علي السيد وزير التعليم العالي ان يرسل طلبة وطالبات الجامعات الحكومية الي الجامعات الخاصة ويدفع لهم المصروفات من ميزانية الوزارة.. ويوفر الفرق للوزارة وللدولة.. أو لي أنا شخصيا لأني صاحبة الاقتراح.. كما أنبه سعادته انه ممكن يفاصل في المصاريف ويخفضها ويأخد خصما.. أما الجامعات الحكومية فنوفرها.. . ونوفر مبلغ الـ 40 الف جنيه تكاليف تعليم كل طالب!
