السبت , 27 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: بالقوانين…لا بالجعجعة

= 1734

Dalia Gamal
لماذا نحاسبهم علي تدني مستوي حديثهم! لماذا نعاتبهم ونلومهم بقسوة عندما تصيبنا سهام تصرفاتهم الطائشة فتوجعنا! ولماذا نتعالي عليهم ونتهمهم بانهيار أخلاقهم مقابل رقي أخلاقنا!! حقا لست أدري!!

لماذا نطالب الشباب بالمثالية والالتزام بالقانون والأخلاق والتمسك بالقيم والمبادئ، بينما نقوم نحن بإهدار كل معاني القيم والأخلاق ونبدد المبادئ فلا يبقي منها سوي ذكري!! لماذا لا ننظر في المرآه ونحن نرتدي ثياب الواعظين!

أقول هذا لأنني أري في كل لحظة إهدارا لواحدة من القيم الجميلة واغتيالا لمبدأ من المبادئ التي تشدقنا بها كثيرا، مما جعلنا صورا مشوهة ومسوخا بلا ملامح في أعين شبابنا!! نحارب التوريث  إذا كان  لأبناء رئيس الجمهورية ونقوم بثورات لرفض الأوضاع المعوجة، بينما نتظاهر  ونعتصم ونقوم بإضرابات إذا لزم الأمر مطالبين بتعيين أبناء العاملين في كل جهات الدولة وكأنه حق لهم دون غيرهم!!

نطالب بتحمل الأثرياء نفقات علاج الفقراء وتطبيق العدالة الإجتماعية فإذا بالأثرياء أول من يحتلون قوائم العلاج علي نفقة الدولة!! نطالب بعودة روح الشهامة وجدعنة أولاد البلد في الشارع، بينما نلقن كل من تسول له نفسه بإنقاذ مصاب علي الطريق درسا قاسيا في عدم التدخل فيما لا يعنيه لأنه فتح علي نفسه بابا من أبواب جهنم.

نشكو و نئن من  فتاوي أتباع بعض المذاهب الدينية واتجاهاتهم المتطرفة،وما آل اليه حال شبابنا التائه جراء فتاويهم الهدامة!

 وبدلا من أن نغلق جميع الطرق علي هؤلاء الضالين المضللين فإذا بنا نفسح لهم المجال لاعتلاء المنابر من جديد!! ونترك الحبل علي الغارب أمام الفضائيات المأجورة لتجعلهم ضيوفها وأصحاب الرأي فيها، ومن أطلقنا عليهم بالأمس لقب شيوخ الفتنة والضلال عاملناهم اليوم علي أنهم من أولياء الله الصالحين!!

وأني أتساءل أما من أنسان عاقل لبيب يضئ  لمبة حمراء نحو ما تسير اليه خطانا من كارثة وشيكة بتركنا لهذا التمدد المرعب للأفكار المتطرفة التي ملأت إعلامنا دون وعي أو حسن تقدير!

أما ان الأوان لسن قوانين رادعة.. حاسمة لوقف انتشار التطرف الديني الذي تطور لإرهاب ديني ثم داعشي، لمنع قيام الاحزاب الدينية، أو حتي ذات الخلفية الدينية!!  

أماأن الاوان أن تتوقف لغة الجعجعة الحنجورية والتلاعب بالكلام، والمناشدات الطرية، والمواقف المتخاذلة تجاه كل الكوارث السلبية في حياتنا قبل ان تتفاقم وتنفجر في وجوهنا..أما آن الاوان لأن تتحدث القوانين بدلا من الجعجعة.؟
———————-
daliagamal2020@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 5389 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.