حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
فجأة وجدتني أكرر جملة اللمبي في فيلم الناظر صلاح الدين وهو يقول (اوعي يغرك جسمك)!
وذلك في لحظة تأمل لكل المفاجآت الأخيرة التي حدثت في دول الجوار العربي، والتي تفوقت أحداثها وسرعتها وحبكتها الدرامية علي كل قصص الدراما السينمائية، اليوم نقول لكل مغرور بماله.. اوعي يغرك مالك.
وللمغرور بمنصبه أو بسلطانه.. اوعي يغرك جاهك أو اسمك وحسبك ونسبك.
وللمغرور بحراسه وحاشيته اوعي تغرك عزوتك.
في الأيام الماضية رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا ما لو كتب بالإبر علي آماق البصر لكان عبرة لمن اعتبر! وشهدنا بأن ما بين إغفاءة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلي حال. وأن الزمان يغدر بالانسان مها علا شأنه.. ومهما امتلأت خزائنه.
فالأحداث السياسية الملتهبة في المملكة العربية السعودية حفظها الله، أجبرتني أن أتوقف أمام حكمة إلهية تجسدت أمام أعين الجميع، هي قدرة الله علي نزع الملك والسلطان فجأة.. وكيف تذهب الهيبة والكنوز والمليارات في لمح البصر!!
وكيف يمكن أن تنقلب أعظم النعم إلي أصعب النقم فتقضي علي حريتك، بل علي حياتك!
وهو ما يجعلك تستشعر نعمة الله عليك لأنك تنتمي لهذا النوع العادي من البشر، فليس هناك من يطمع في رزقك أو يتربص بحياتك.. فما أتعس من يعيش وهو مثار حسد وحقد المحيطين به حتي ولو تملقوه ونالوا من هداياه وعطاياه.
اليوم.. علي كل واحد منا أن يحمد الله لأنه ليس أميرا، ولا مليارديرا ذو مال أو منصب يجلب له التعاسة في نهاية الطريق. وإنما إنسان عادي، ينام في بيته وسط أهله هادئ البال مرتاح النفس. ولعل ما رأيناه من عبر من ملك زال، وكنوز ذهبت في غمضة عين، تجعل كلا منا يشعر بالرضا، وهو تلك النسائم الجميلة التي تهب علي قلوبنا لتربت علينا وتهنئنا علي ما نحن فيه.. مهما كان.
وليكفنا الله جميعا شر الهوان والذل من بعد العيش بكرامة.
وأن الملك لله وحده.
