الخميس , 2 مايو 2024

“دافو”..رواية تنبش في ماضي النوبيين وحاضرهم ومستقبلهم

= 4800

القاهرة – حياتي اليوم

عن دار النخبة للنشر بالقاهرة، تصدر قريبا رواية “دافو- الرحيل”، للكاتبة المصرية د.نهى جميل الحاج، وهي حكاية من حكايات نبش الماضيولطم للحاضر واستشراف المستقبل الغائم، تناولت أوجاع الرحيل والتشتت والضياع الذي صبغ العالم منذ سنوات ومايزال!

تتتابع أحداث الرواية من خلال قصة الرحيل الذي فرضه الجفاف والتصحر،الجفاف الذي صنعته الحكومات المتعاقبة، وساهم به كل من غض الطرف؛ حتى أصبحنا والنيل يرحل مبتعدًا، تاركًا أرضًا بلا هوية، وأناسًا سحقهم الجوع والعطش والشتات.

أوضحت نهى الحاج أن “دافو” غاصت بعيدًا نحو النوبة القديمة؛ لتسترجع الرحيل الأول والتهجير الأول والشتات الأول للأبطال: الشيخ صالح الذي عايش غرق أرضه الأولى النوبة القديمة إبان بناء السد العالي، وما نتج عنه من غرق لبلاد النوبة؛ بما تحمل من ذاكرة النوبيين،وتراثهم،ونخيلهم!حياة كاملة غاصت تحت الطوفان الذي اجتاح الأرض، فرحل الجميع شمالًا حيث الأرض المقفرة، الأرض الغريبة التي لا تحتضن رفات الأجداد، وعبق الماضي وأجمات النخيل.

أضافت الكاتبة أن “دافو” عاشت قصة الرحيل الثاني؛ عندما جف النيل، وتجهمت الأرض ولفظت أبناءها، فهاموا هاربين نحو نجاة محتملة وموت محقق، وتهجير لابد منه، تفرقوا نحو الجنوب والشمال والغرب، كل يبتغي نجاة لنفسه وأهله، رحل الشيخ صالح بطل القصة جنوبًا نحو أرض تشبه أرضه، وعالم يشبه عالمه، أراد ان يمر على أرضه القديمة فيرسل آخر وداع لرفات أبيه, وبيته وساقيته.

وتستمر حمى الفرار بلا توقف، نحو الشمال صعد آخرون نحو عاصمة السلطة والمال والقوة، نحو البحر اتجهوا؛ آملين في نجاة تعبر بهم نحو عالم آخر يبقيهم بلا موت تحت وطأة الجوع والتصحر. ومنهم من فر غربًا نحو جبل الذهب، حالمين بنجاة وثروة وفرار آمن.

دافو مزيج من الحاضر المتوتر، والماضي المؤلم، والقادم الضبابي، ضوء حاولت الكاتبة أن تسلطه على مشكلات الوطن في نسيج درامي وتشابك للأحداث والشخصيات؛ ناقوس خطر وإنذارًا مبكرًا واستشرافًا للقادم وقراءة للتاريخ والأحداث.

دافو ألقت الضوء على حياة النوبيين قبل التهجير، غاصت داخل بيوت الطين، عاشت أفراحهم وحزنهم، اكتست بلون الجنوبي الأسمر، وارتدت زيًّا فلكلوريًّا من أرض النوبة بطقوس قلما تشابهت مع غيرها, بغناء ورقص ووجع، ولغة فريدة ذات طابع جنوبي أصيل، دافو نسجت حكاياها من وإلى النيل، تغنت له وحزنت لفراقه، وعاشت لحظات مجده وأفوله.

وسط السطور تجلت فسيفساء التاريخ والذكريات ووجع الحاضر وخيانة النخب وضياع الثوابت وهدر الإنسان. وعاشت التاريخ من وجهة نظر جديدة، حيث الحاضر الشبيه بالماضي، والماضي الذي أفرز حاضرًا بلا ملامح! وعاشت أوجاع الإنسان، فلعل الصوت يصل قبل فوات الأوان.

شاهد أيضاً

وفاء أنور تكتب: حكاية العم “رجب”

عدد المشاهدات = 3547 أبطأت خطواتنا وهدأت من سرعتها اضطرارًا، اضطربت حركة أقدامنا المثقلة متأثرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.