الجمعة , 3 مايو 2024

حسام أبو العلا يكتب : مصر باقية والمتآمرون إلى زوال

= 2432

لأننا لم نصبح مثل سوريا واليمن وليبيا ومن قبلهم العراق والسودان واستعصينا على مخطط التقسيم الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع الخونة من جماعة الإخوان الإرهابية وأجهزة استخباراتية في الدول الراعية للإرهاب خصوصا قطر وتركيا .. ولأننا كنا على رأس قائمة الدول المستهدفة والتي كان يراد بها ولأهلها التشرذم والتفكك ثم الانهيار والسقوط في فخ الخراب والدمار ضمن المؤامرة التي أطلق عليه الربيع العربي .

ولأننا نملك أبطالا في القوات المسلحة والشرطة يسطرون ملاحم في الوطنية سنظل نشعر بالفخر بهم مدار على التاريخ بينما يقود جيوش دول أخرى حفنة من المرتزقة المآجورين .. ولأننا لسنا مثل دول ارتضت أن تكون ضمن “قطيع” تسير خلف دول نصبت من نفسها قوى عظمى بعدما تخلصنا من الإملاءات وصارت سياستنا الخارجية مستقلة نابعة من توجهاتنا ومصالحنا دون أية ارتباطات بدول أخرى مهما كانت علاقتنا بها .

ولأننا لم نسقط في مستنقع الفتنة الطائفية فنحن نسيج واحد في وطن لا يعرف الفرق بين مسلم ومسيحي .. ولأننا نعشق وطننا حتى الثمالة وتربينا على ذلك منذ نعومة أظافرنا .. ولأننا مصر ستظل شجرة مثمرة يقذفها صبية حفاة بالحجارة ومهما سقطت ثمرة وراء ثمرة ستظل الشجرة عزيزة أبية شامخة ضاربة بجذورها في أعماق الزمن .

بالطبع لا يوجد مصري وطني أصيل لم يحزن لسقوط عدد جديد من شهداءنا في حادث رفح انضموا إلى كتيبة الشهداء الذين يضحون بأرواحهم من أجل استقرار الوطن..

رحم أبناء مصر وإلى جنة الخلد بإذن الله ، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ ، وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال: “ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة” ، بينما من تلوثت أياديهم بدماء هؤلاء الأبطال في جهنم وبئس المصير بإذن الله.. قال تعالى ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ).

الحادث بدون شك ضمن سلسلة العمليات الإرهابية الخسيسة التي تستهدف بث الذعر في نفوس المصريين ، وتوصيل رسالة للعالم بأن مصر لا تشهد استقرارا ، ووراء هذه الجرائم الخونة والعملاء من أعداء الوطن الذين لايريدون الخير لهذا البلد فالنار تأكل قلوبهم المريضة بالحقد منذ أن أزاح الشعب جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم ، ويسعون عن طريق التعاون مع كل من يتآمر ضد مصر إلى إسقاط “أرض الكنانة” في مستنقع الفوضى ووقف خطوات الإصلاح ومنع تدفق الاستثمارات الأجنبية وتوجيه ضربة جديدة للسياحة .. إضافة إلى أنه بمثابة رد من قطر ومؤيديها على مواقف مصر المساندة لشقيقاتها الخليجية في مواجهة إرهاب الدويلة الخليجية واستضافة القاهرة مؤتمر قبل ساعات لوزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ” مصر والسعودية والإمارات والبحرين” ..

المؤامرات كبيرة لكن مصر أكبر وسوف تعبر نفق هذه الأزمات إلى بر الأمان بجهد وإخلاص أبناءها.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10690 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.