الجمعة , 3 مايو 2024

حاسب..ولا تقترب من مفتاحي!

= 2003

eman-dwedar
د. إيمان دويدار *

 

تعلمت أن لكل منا "الكلمة المفتاح" التى من الممكن أن توجد المساحة اللائقة لخلق نوع من الحوار بيننا ألا وهى الإنسانية، لذا فهى ما أبحث عنها دوما قبل حوارى  مع هذا أو ذاك  ، سواء كان المفتاح فى محيط عائلتى فى المقام الأول.وثانيا فى مجال العلاقات الأخرى أينما كانت سواء فى محيط العمل أو على مستوى العلاقات بمستوياتها  المختلفة ومنها الزمالة أو الصداقة وما إلى ذلك.
  
وأرى أن  ذلك  هو حق أصيل لكل إنسان نابعا من تعامله معى احتراما لذاته أولا وتقديرا لشخصى المتواضع ثانيا. 

ولأننى يشغلنى فى المقام الأول حين التفكير فى التعامل مع الآخر أو حال ظهور الموقف الذى يقرر حتمية التعامل مع هذا أو ذاك،  فيكون عندها بحثى الأول عن مفتاحه أو إنسانيته والتأكيد على حقه فى امتلاكه وقبل الحوار معه فى محتوى الموقف الذى يستدعى حديثنا عنه. 

وذلك لأننى اعرف قيمة انسانيتى والأمر الثانى هو اننى اقدر قيمة إنسانيته بالطبع، وهو الأمر الذى يجعلنى اهتم بأن ارسم بينى وبينه مساحة من الحوار التى تجعلنا نقترب أكثر فأكثر. 

ولما لا إذا ما كان شرطا أساسيا لاقترابنا هذا هو اعتراف كلانا بإنسانية الآخر وتقديرها، وهو ما يجعلنا نقبل اختلافنا على إطلاقه.
 
إضافة إلى اننى اتوسم فى كل شخص حين التعامل معه أنه يمتلك إنسانيته،  فيكون تعاملى معه بداية من هذه النقطة، وهى التى اعتبرها بمثابة نقطتى البداية والنهاية لأية علاقة،  وأعنى بالبداية طبعا الاستمرار، أما النهاية فهى غلقها بلا رجعة. 

كما اننى أعنى بالانسانية واعترافنا بها كحق لكل منا حين التعامل معه، فهى ضرورة أن اقدر مشاعره فلا اجرحه ولا اقلل منه،  وإن حدث وتصور ذلك عن طريق الإدراك الخاطىء للموقف فإننى أجد ضرورة فى المبادرة بالاعتذار له على الفور..وهى الحالة الوحيدة التى اهتم بالتبرير فيها لإظهار حسن النية تجاهه ، فأخبره أن ما بدر منى دون قصد.

ولما لا؟

فلم أحاول قط سلب أحدا ممن تعاملت معهم على كافة المستويات العلمية والعملية إنسانيته، وأقصد مفتاحه الذى لم ولن أقبل ابدا ان يسلبنى أحد من مفتاحى "انسانيتى". 

وختاما أهمس  في أذن كل من تسول له نفسه فيفكر فى الاقتراب من مفتاحى،  أقول له حاسب وقف متسمرا مكانك فلا تقترب ابدا  ، وإلا لا تلومن إلا نفسك!  
 
————-

* استشاري الصحة النفسية للأسرة.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 4480 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.