الأحد , 28 أبريل 2024

جيهان السنباطي تكتب: معاقبة النساء بالنساء!

= 1754

Gehan Sonbaty


"لايفهم النساء إلا النساء" هى مقولة تكررت فى كتابات عديدة لعلماء وحكماء وأدباء اكدوا فيها على انه لايعلم وجيعة المرأة ونقاط ضعفها وقوتها سوى من يشتركون معها فى نفس التركيبة البيولوجية والفسيولوجية والسيكولوجية .

ولأن المرأة تعلم خفايا هذا الكائن الغامض والصعب فهمه من الرجال وتعلم كيف يفكر.. وبم يشعر.. وماذا يحتاج .. فقد أهلتها تلك المعرفة لأن تصبح المرأة من ألد أعداء بنات جنسها .

وقليلاً ما نجد صداقات ناجحة بين النساء وبعضهن، وكثيراً ما تغلف العلاقات بينهن بالعديد من الصفات المذمومة التى يحاولن إخفائها تحت غطاء المحبة ومنها الغيرة والحسد والحقد، ولذلك لم أندهش حينما قرأت عن مشروع القانون الذى تقدمت به النائبة سهير الحادى والخاص بتعديل قانون الأحوال الشخصية الصادر بالمرسوم رقم 25 لسنة 1929والذى اهتم بتقديم مرتبة الأب في الحضانة، ونال من حق الأم بالنسبة للحضانة في حال زواجها مرة أخري بعد طليقها الأول، مما يزيد الأمر صعوبة على الأم ويتيح للأب السيطرة على زمام الأمور وإعطاءه فرصة ذهبية للضغط على المرأة ومفاوضتها على حقوقها المادية كى تحتفظ بقرة عينها فى احضانها.

لم أندهش لأن من فكرت فى هذا التعديل إمرأة، وكأنها تعاقب كل النساء، فلم يجرؤ رجل على التفكير فيه من قبل، فكيف يتم حرمان الأم من وليدها بهذه السهولة؟
وكيف نعاقب إمرأة على سوء حظها وسوء إختيارها للزوج المناسب، ولماذا التيقن دائما بأن السبب الرئيسى للطلاق هو المرأة ؟
ولماذا تكون المرأة المطلقة منبوذة من مجتمعها الى هذا الحد ؟
ولماذا ينعم الرجل بحريته بعد الطلاق بينما تسجن المرأة بين أربع جدران تنتظر إما الحياة سجينة أو الموت البطىء ؟
لماذا لانكتفى بأن يكون عقابها هو طلاقها وهدم حياتها الاولى التى رسمت ملامحها فى خيالها وتخيلت انها ستكون سعيدة هانئة فيها ؟

الغريب أننا فى مجتمعاتنا الشرقية دائما ما نتغنى بكلمات وعبارات رنانة تؤكد أن المرأة نصف المجتمع، وأن لها حقوق وواجبات مثلها مثل الرجل، وان هناك مساواة وعدل بين الجنسين لكن حينما نصطدم بالواقع نجد عكس ذلك تماماً، فهذا القانون او مشروع القانون يشبه لعبة الكراسى الموسيقية، فمن لديه القوة والشجاعة يستطيع أن يجلس ويسيطر!

تلك التعديلات ذكورية ظالمة عنصرية وتمارس العنف ضد المرأة، والمقصود بالعنف هنا هو العنف النفسى الذى هو أصعب بمراحل من العنف الجسدى فكيف سيكون حال الأم حينما تنتقل حضانة أطفالها إلى الأب حال زواجها من آخر لجأت اليه لتحتمى من قسوة المجتمع ومنه إلى اى إمرأة اخرى سواء كانت زوجة الأب او أمراة مأجورة تقوم بمهمة تربيتهم بأجر محدد؟

أيعقل أن الأمومة تشترى ؟

 ايتها النائبة ..كونى رحيمة ، كونى أنثى ، تنصف نصف المجتمع ولا يسلب حقوقه.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 6273 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.