الإثنين , 29 أبريل 2024

جيهان السنباطى تكتب: وجاء ترامب..!

= 1204

Gehan Sonbaty


رحبت الدوائر الرسمية والاعلامية فى مصر بفوز دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الامريكية على الرغم مما هو معروف عنه من عنصرية، ومن مواقفه المعلنة من المسلمين وانحيازه المطلق لإسرائيل وهللت بفوزه بعض الصحف ووسائل الاعلام المصرية نكاية فى هيلارى كلينتون حتى رواد مواقع التواصل الاجتماعى احتفلوا بفوزه بنشر صور زوجته وابنته ومقارنتهما بـ بنات وزوجة الرئيس السابق اوباما مقرونة بتعليقات ساخرة تشير الى ان الكهرباء عادت الى امريكا بعد فترة انقطاع كبيرة.

وتوقع البعض ان يكون لفوز ترامب تاثيرا ايجابيا على ملف العلاقات المصرية – الامريكية الذى شهد بعض التوترات فى عهد اوباما مؤكدين على اننا يجب الا نبالغ في التخوف من الرئيس الأمريكي الجديد فترامب لن يدخل في عداء صارخ مع العرب والمسلمين وسوف يسعي جاهداً لترميم علاقات بلاده مع الدول العربية ومصر بعد أن أفسدها أوباما ومعه الشيطانة هيلاري كلينتون وارجعوا تلك التوقعات الى التصريحات الودية المتبادلة بين الرئيسين المصرى والامريكى اثناء اللقاء الذى جمعهما فى نيويورك فى سبتمبر الماضى .

فى حين اكد البعض الاخر على ان كل التجارب السابقة مع رؤساء أمريكا أثبتت أنهم ينظرون إلى مصالحهم الداخلية أولا ثم علاقاتهم الخارجية واننا يجب ألا نتفاءل كثيراً بحدوث تغييرات جذرية في السياسة الخارجيةأو بوقوف أمريكا مع الغرب أو المسلمين وذلك لسياستها الاستراتيجية التي تعطي الأولوية لضمان تفوق إسرائيل عليهم مجتمعين وانه يجب التريث فى تقييم وتقدير التغيير الذى يمكن أن يأتى به ترامب فى سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة وتجنب الإفراط، أو الترويج لفكرة أنه هو من سيقود مرحلة "الصداقة والتعاون" فى العلاقات مع مصر.

وأن سألتموننى عن راى الشخصى تجاه هذا الامر فستكون اجابتى أن " زيــد مثل عبيـــد" أى " ترامب مثل اوباما مثل جورج بوش " كلهم ينفذون سياسة امريكية واحدة واضحة وهى السيطرة على العالم والتحكم فيه ولن يتغير شىء على ارض الواقع وبالتالى فان العلاقات بين البلدين لن تتغير وربما تتجه الى الاسوأ وذلك لان ترامب ماهو الا ملياردير امريكى – رجل اعمال – من خارج مؤسسات الدولة وليس لديه الخبرة السياسية الكافية التى تساعده على ادارة دولة كبرى مثل امريكا كما انه ليس لديه رؤية واضحة تجاه قضايا السياسة الخارجية وهو ماسيجعل مؤسسات الدولة تحركه كيفما تشاء او تتجه الى الضغط عليه لوضع سقف معين لما يمكن ان يحققه من تغييرات فى السياسة الخارجية والنتيجة معروفه .

وحتى نجنى ثمار طيبة من علاقاتنا بامريكا فلابد ان نكون اقوياء فامريكا لاتخشى الا الاقوياء اما الضعفاء فلا مكان لهم على خريطة تعاملاتها الخارجية اذن لابد ان نرتب اوراقنا وسياساتنا جيدا ونحافظ عل قوتنا داخليا بتماسك شعبها والامن والامان فيها وخارجيا بتفعيل دورها الاقليمى والعربى فليس بالعاطفة تدار الامور ولكن بالحكمة والقوة .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7905 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.