الإثنين , 29 أبريل 2024

جيهان السنباطى تكتب: الصداقة بين النساء..مُستحيلة!

= 1559

إعتاد العرب على وصف الأمور التى يستحيل وقوعها بأنها من رابع المستحيلات وقد تحدث التراث العربى القديم عن قصص وحكايات وأساطير من صنع الخيال قالوا عنها أنها المستحيلات الثلاثة والتى جمعها أحد الشعراء القدماء فى قوله”لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثة: الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي”.

فأما الغول فهو اسطورة تم ترديدها فى عدد من حكايات الف ليله وليلة وكان العرب يعتقدون ان الغول قد يكون أنثى تأكل لحم البشر، وآخرون إعتقدوا أنه حيوان متوحش خرافى من الجن ..أما العنقاء فكانوا يعتقدون أنه طائر أسطورى ضخم طويل العنق يسكن الجبل وينقض على الصبيان فيخطفهم ..والمستحيل الثالث وهو الخل الوفى اى الصديق الوفى فقد أيقن العربى القديم أن وفاء الصديق الى الأبد أمر من ثالث المستحيلات لذا وضعه ضمن قائمة المستحيلات التاريخية.

نتفق جميعا على أن الصديق الحقيقى كنز ثمين فليس هناك أروع من ان تجد بجانبك أشخاص يفهمونك جيدا ويحبونك ويتقربون منك بدون مصالح يقفون يجانبك وقت الشدة ويفرحون لفرحك ويسعدون لنجاحك بل ويساعدونك على الوصول اليه ولكن هل الصديق الحقيقى موجود بالفعل أم أنه مجرد أسطورة ؟ وهل الصداقة تكون أنجح بين أبناء الجنس الواحد ام انها تكون انجح اذا كانت بين الذكور والإناث.

معظم المحلليين النفسيين يؤكدون على أن الصداقة بين الرجل والرجل افضل واقوى وتستمر على مدار السنوات ..وان الصداقة بين المرأة والمرأة مستحيلة قبل سِن الأربعين لكنها مُحتمله بعده وارجعوا السبب فى ذلك الى المنافسة على الرجل ..فالصداقة بين المرأة والمرأة تحكمها الغيرة بالدرجة الأولى، وأحيانا الحقد والنفاق أو الكراهية رغم أن علاقتهنّ الظاهرية تتسم بالود والألفة والمحبة، أما الحقيقة فهي تؤكد أنه لا توجد صداقة بين المرأة والمرأة فما تكاد الصديقة تغادر صديقتها، حتى تتناولها بالنميمة، والنقد أو السخرية، وأشياء كثيرة الأمر محيّر ومثير للدهشة وخصوصا عندما تلقي إحداهنّ صديقتها، فتمطرها بوابل من القبلات والنفاق، وما إن تغادرها حتى تطعنها في ظهرها بخناجر مسمومة.

ورغم إمتلاك النساء للعواطف الجياشة والرقة والطيبة فى تعاملاتهن مع المحيطين بهن لكنهن دائما مايفشلن فى الحفاظ على الصداقة طويلاً ..والسؤال هنا لماذا تفشل علاقات الصداقة بين النساء رغم ان مشاعرهن واحدة واحتياجاتهن النفسية والاجتماعية واحدة..؟

هناك بعض العوامل التى قد تؤدى الى فشل العلاقات النسائية منها “كثرة الشكوى”فهناك سيدات دائمات الشكوى من الزوج والاولاد وآلام المرض والارهاق الجسدى والنفسى الذى تعانى منه ودائما ماتصدر للأخريات طاقة سلبية تؤثر بالطبع على حالتهن المزاجية وربما بتكرار تلك المواقف يحاولن تجنبها وعدم الاجتماع معها مرة آخرى لانها اصبحت نافذة مفتوحة للكأبة والملل والتعب النفسى والجسدى هن فى غنى عنها ..

أما العامل الثانى فهو “الغيرة”التى قد تكون قاتله بين النساء لانهن بطبيعتهن يشعرن بالغيرة دائما والتى غالبا ما تكون متأصلة منذ الصغر فنجدهن ينظرن لبعضهن ويتابعن من تزوجت ومن أنجبت ومن نجحت فى حياتها العملية ومن تسعد بحياتها ..من غيرت طريقة ملابسها أو زينتها او لون شعرها ..من تحظى باهتمام رؤسائها فى العمل .. من تحصل على التقدير النفسى والمادى والمعنوى والاجتماعى من الآخرين ..حتى تبدأ المقارنة بينهن البعض والتى قد تؤدى الى قطع علاقاتهن بمن يفوقهن جمالا او مالا او مكانة اجتماعية.

والعامل الثالث فهو “الاهمال والتجاهل” ففى المراحل العمرية المختلفة قد نرتبط بمن يشاركوننا نفس السمات العمرية والحياتية لكن قد تحدث تغيرات فى حياتنا تؤدى الى ترتيب اولوياتنا فننشغل عمن كنا اقرب الاقربين اليهن كالزواج والانجاب فيكون اهتمامنا الاول بالبيت والزوج والاولاد وننشغل عن الاهتمام بصديقاتنا فتشعر بالتجاهل وعدم الاهتمام وتنتهى فى النهاية الى قطع العلاقة.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7931 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.