حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
"أيك الحمامة البيضاء "
هوائي ليس بهواء
بل غمائم سوداء
و مائي مذاق الدم
وطعامي رائحة البارود..
منه تفوح
وقلبي مشطور مطعون
أفتش عن عصفور الجنة
ما لي.. لا أراه يطير؟!
قالوا : ساقيه، جناحيه كليهما..
كسير
مقطوع اللسان ، زقزقته..
أنين
ملفوظ القلب، رأسه..
هشيم
وأيك الحمامة البيضاء..
إستحال ضريح
بين يديّ طفلي الرضيع
ظمآن.. جوعان
و الثدي ضامر
والجسد هزيل واهن
و العين زائغة
تفتش عن مكان آمن…
عن جحر
تلتمس رشفة ماء
من شريان نازف..
من عمر
تتعثر. قدماي… أترنح
تتلقفني أشلاء أجداث مبعثرة
تزين أنقاضاً حطت عليها…
الغربان
تستر أرضاً عرتها من نبت..
حلفاء الشيطان
و أشرد في هذه الاشلاء
أحاول جمع الشخوص..
وتكوين الصورة
تري.. أهذه الانامل المنثورة..
فوق أوتار قيثارة..
أهي لك أمي، أم لاختي، أم…
لقريباتي؟!
و تلك العضلات المفتولة..
كجذور كافورة مدفونة..
أهي لك زوجي، أم لأبي، أم..
لإخواني؟!
و تنتفض نبضات قلبي..
تتمزق..
علي صراخ رضيعي
فأهجر الاطلال،
و أنبش الاكوام يا "هاجر "
لا أملك أن أفرش رضيعي..
الارض
يضربها بقدميه..
ليفجر ينبوعاً
لا أملك أن أهرول..
أن أغدو و أجئ
فحواليّ و تحتي وعلي طول…
المدي
أشلاء الف.. الف شهيد
و إمتزج الدم بماء الينبوع
فاستحال الماء بمذاق..
الدم
يعلو صراخ رضيعي
أنبش و أنبش
ويعلو الصراخ
تحويه دويّ قذيفة
تهدهده
يخبو الصراخ
يسكن
يسبل ملاكي جفنيه
تغرب الشمس بين ذراعيّ
أنحني..
ألملم بقايا شعاع نور منكسر
أزمزمه
لعلي ألتقط آخر زفرات..
الموت
يتدثر الكون بليلائه
أضم إليّ عصفوري..
ألثمه
أقبره…
أيك الحمامة البيضاء.
قصيدة رائعة… ما شاءالله لا قوة الا بالله
استاذه نزهه احسنتى وابدعتى ويسلم نبض احساسك