الإثنين , 29 أبريل 2024

أمير حجاج يكتب: اعدَلي المرايا..!

= 1870

Amir Hajaj

 

"اعدَلي المرايا" طلب "سخيف" من شخص فهلوي.. يشتهر به سائقو مصر، حيث يطلب أحدهم من آخر يقود سيارة بجواره على الطريق أن "يعدل له المرايا" لأن الوقت لم يسعفه لضبطها.. أو لأنه تكاسل عنها.. أو لأنه فهلوي ويستطيع القيادة بدون مرآة وعندما اضطر لذلك قرر على الفور "تظبيطها" دون النظر إلى ما قد يسببه من كارثة بل كوارث قد تودي بحياة الكثيرين والسبب "مرايا".

ليس هذا فحسب بل يبدأ السائق الآخر في اختراق الواقع وذبح المنطق فيلبي على الفور الطلب بكل بساطة ويبدأ في "تظبيط المرايا".

وتقترب السيارتان من بعضهما البعض حتى يكونان الأقرب للالتصاق.. وبين تلك اللحظات يكون الركاب في واد آخر فبعضهم يتكلم وآخرون يتابعون "التظبيط"، بل قد يشارك أحدهم في "تظبيطها" مع السائق بالقول أو الفعل.. وهذا يقودهم إلى طريقين إما "ستر الله" وإما الكارثة.. بالطبع نعلمها جميعا.

أهذا يعقل يا مصريين.. ألهذا الحد تمكنت اللامبالاة منا.. ألهذا الحد نهشت عقولنا.. سيطرت على سلوكنا.. وبكل بساطة وتلقائية نرد على من ينتقد مثل هذه التصرفات بكلمتين لا ثالث لهما "حصل خير".

أي خير هذا الذي قد يودي بحياة أشخاص أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم يجاورونك السيارة.. أي خير هذا الذي يؤدي إلى كارثة يعلو بعدها العويل والنواح.. أي خير هذا الذي يبعد ابنا عن أمه مدى الحياة أو أبا عن أسرته مدى الحياة…. أي خير هذا الذي يسلب حياتك بسلوك يخترق الواقع ويذبح منطقيته.

الخير كل الخير لمن يتق الله في نفسه وغيره.. لمن يعي جيدا أن الفهلوة لن تنفعه بشئ وإنما ستجلب له الضرر.. الخير كل الخير لمتبعي النظام وكارهي الفهلوة… الخير كل الخير لمن يرفض "تعديل المرايا".

لن أطيل عليكم.. فقط انتبهوا واعلموا جيدا أننا نستطيع ولكن..!

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 753 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.