حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
في حياتنا قد نتعرض لمواقف لا نصدقها في كثير من الأحيان لأنها غير متوقعة وهذا ما حدث لي منذ يومين، عندما أدركت أنني لكي أذهب إلي منطقة الرويعي لشراء بعض الأدوات الكهربائية عليّ ركوب مترو الأنفاق بدلاً من الذهاب بالسيارة لشدة الزحام بهذه المنطقة وعدم امكانية ركن السيارة هناك!!
وركبت المترو بالفعل فأصبحت المهمة أسهل وبعد أن تسوقت ما كنت أريد شراءه توجهت إلي أقرب محطة وكانت محطة العتبة وأنا أحمل مشترياتي بين يدي وما أن رآني المراقب عند ماكينات التذاكر إلا واستوقفني ومنعني من الدخول للرصيف قبل دفع غرامة قدرها ١٥ جنيهاً وباستغراب سألته لماذا الغرامة وأنا أحمل تذكرة صالحة للركوب وجاء رده بأنني أحمل أحمالاً مخالفة ولن يسمح لي بالعبور قبل تسديد قيمة المخالفة ولإنني كنت متعبة من التسوق فقد أذعنت لما طلبه ودفعت ١٥ جنيهاً حتي أعبر بحمولتي!!
الغريب أن كثيراً من المحطات علي طول الخط من حلوان إلي المرج وهو الخط الذي استخدمه في الذهاب والعودة من عملي لا تعمل ماكينات التذاكر بها مما يشجع الكثيرين علي “التزويغ” والركوب بدون تذاكر ولو تم اصلاح هذه الماكينات لحصلت هيئة المترو أصغاف المبالغ التي تحصلها شهرياً ولكن لقلة حيلتها تحصل اتاوة ممن تجرأ واشتري اي مستلزمات لمنزله ويريد ركوب المترو بها.
بل الأغرب من ذلك يسمح المشرفون علي إدارة المترو والمراقبون بكل المحطات بركوب الباعة الجائلين لبيع كل ما يخطر أو لا يخطر علي بال وبالطبع هذه البضائع التي يبيعونها داخل المترو محملة داخل أكياس كبيرة وشنط ذات حمولة ثقيلة بدون أن يكون هناك رادع أو غرامة!.
والسؤال هو لو أن هناك من اشتري كل ما يحتاجه من مفروشات أو أدوات أو حتي أجهزة ووضعها داخل حقيبة سفر هل هناك من يستوقفه ليفتشها ويجبره علي دفع هذه الاتاوة؟ وهل سيقوم الطلبة الذين يسكنون المدن الجامعية ويعودون لمنازلهم مع نهاية كل أسبوع حاملين حقائبهم بضرورة دفع هذه الاتاوة؟! أم ما هي المعايير الذي يتم بناء عليها تحصيل هذه الأموال!! كثير من الناس تستخدم المترو لرخص سعره ولرفع العبء عن كاهلهم من غلاء: هل سيكون هو الآخر عبئا عليهم ارحمونا!!.
———————
أماني صادق – كاتبة بأخبار اليوم
