الأحد , 5 مايو 2024

أشرف دوس يكتب: حدود الله

= 1491

Ashraf Doos
جلست تبكى وتتذكر يوم أن صارحها بحبه وارتياحه لها وطلب منها أن يذهب لخطبتها،رغم أن مستواها الاجتماعي أقل منه بكثير وأخذ والدته واسرته وذهب إلى بيتها وتقدم لخطبتها، ووافق والدها على الفور فقد رأى أن ابنته فُتحت لها أبواب الجنة ولمَ لا وهى جميلة الجميلات وهو مثقف وصاحب شهرة واسعة لعملة في مجال الإعلام  وامتلاكه أموال طائلة؟!

وذهبا لشراء الشبكة فاشترى لها طقم ذهب كامل بـخمسة وأربعين ألف جنيه من محل اختاره بعناية وأصر عليه ، وسألته لماذا اختار شيئاً  غالى جداً على مستواها وأوضحت  أنة يكفيها  اقل من هذا كثيرا؟!

وكان رده أنتي غالية عندي وتحت أقدامك الدنيا كلها ..

وتمت الخطبة في احتفال عائلي بسيط وأصبحت في منتهى السعادة وباتت تحلم بحياتها الجديدة وكيف أنها ستعيش كالملكة المتوجة وأصبحت معه طوال الوقت، يأخذها أجمل المطاعم.. يذهبا معا إلى أغلى المحلات ويشترى لها أجمل الملابس، فجعلها تتمادى في حلمها وترتبط به ارتباطاً وثيقاً.

لم يعكر  صفو  علاقاتهم إلا جرأته الجمّة في التعامل معها، ، ولكنه كان يتجاهل ويتمادى وهى دائمة الصد فبالرغم من فقرها إلا أنها تخاف كل الخوف على نفسها وتعرف حدود الله.وتكررت تحرشاته الجنسية  بصورة  واضحة وهى ترفض وفى إحدى مقابلاتهما طلب منها أن تصعد معه إلى شقته.. رفضت، ولكنه تجاهل واستمر في طلبه وحاولت أن تثنيه عن طلبه وبلطف، ولكنها صممت على عدم الذهاب معه.. فصفعها على وجهها وصرخ فيها وتركها وذهب ..

مضت أيام دون أن يكلمها وبدأت تشعر بالحيرة والقلق، فبالرغم من قسوته و اهماله في التعامل معها إلا أنها أحبته بصدق ، اتصلت به  عدة  مرات فوجدت الموبايل مغلقاً، ذهبت إلى بيت أهله وجدت بواب العقار وسألته عنه، فأخبرها بأنه غير موجود..

طلبت منه مقابلة أمه أو اى  من  أفراد اسرتة فأخبرها بأن المنزل لا يوجد به أحد…ترددت كثيرا ولعدة أيام متواصلة على مكان اقامتة وفى أوقات مختلفة عسى أن تراه  أو تعرف اخباره..

وصعب حالها على البواب فذهب إليها يطيب خاطرها وأخبرها بالحقيقة.. قال لها إنه معتاد على فعل ذلك مع الفتيات البسطاء، يذهب إليهن ويخطبهن ليدخل ويخرج ويفعل ما يريد معهن من ممارسات جنسية باسم الحب، ثم يتركهن بعد أن يفقدن أغلى ما يملكن و يدمر حياتهن، وأخبرها أن بعض الفتيات نسين أن هناك فرقاً بين الخطوبة والزواج ونسين كرامتهن، فقضى على مستقبلهن وتركهن.

وأخبرها أيضاً بأن والدته تذهب معه، لأنه كل مرة يقنعها أنه سيتمم الزواج "وهو خسران إيه؟!"..

فالذهب صيني  من  إحدى المحلات التي تربطه بصاحبها صداقة وشراكة..

تألمت وبكت كثيرا ولكنها نجت وأصبحت قوية..جُرحت كثيرا ولكنها تعلمت أن "الحياة رحلة قاسية والوجوه  الغادرة  كثيرة و يختفي  تحتها كل حقير".. رحلت أحلامها ولكنها ما زالت تعيش..وبكرامة!

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 6031 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.