السبت , 27 أبريل 2024

د. إيناس الهياتمي تكتب: غدا سنرحل !!

= 2554

——-

الأخلاق شجرة تنمو وتترعرع كلما سقيت بماء المحبة ، وهي نجمة تزهو وتتألق في سماء الأُخوة والصفاء، وهي جسر ترسو عليه سفن المحبة والوفاء.

كلنا راحلون عن هذه الدنيا ولكن الأخلاق باقية فهي أعظم ما تعتز به الأمم وتمتاز عن غيرها فهى تعكس ثقافة الأمة وحضارتها وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها وبقدر ما تنحط أخلاقها تضيع قيمها .

وقد حثت جميع الديانات السماوية علي الأخلاق والتمسك بها ، والإنسان وجهان الوجه الباطن الدين والظاهر هو الأخلاق وكل منهما مرتبط بالآخر فلو غاب وجه اختفي الآخر .

إن ما نشاهده اليوم في العديد من المجتمعات هو إنحدار للأخلاق وتدني للقيم والمبادئ فنجد الأسرة باعتبارها المصدر الأول لتعلم القيم والمبادئ نلاحظ طفرة لا أخلاقية فبعض الأولاد لا يحترمون والديهم ولا يهمهم إلا تلبية احتياجاتهم فقط كالجلوس فى مطعم جيد وملبس علي الموضة غير مهتمين هل تناسب مجتمعاتهم أم لا ؟ وامتلاكهم لسيارة للتباهى والتفاخر بين أقرانهم بما لديهم ونجد العديد من الفتيات لا يشاركن أمهاتهن فى أعمال المنزل ويقضين الساعات الطويلة فى ما لا فائدة .

وإذا نظرنا للتعليم نلاحظ قلة احترام الطلاب للمعلمين حتي ذهبت هيبة المعلم لدى طلابه فالطالب يأتي للمدرسة فى أى وقت كيفما يشاء ، ومن المؤسف أن نظرة الطالب لبعض المعلمين نظرة سيئة بها استهزاء وتصيد للأخطاء أما خارج المدرسة فالطالب لا يقيم للمعلم وزنا ولا يظهر له أي احترام وساهم ذلك فى ضياع حقوق المعلم وعدم وجود نظام وقانون يحمى المعلم ويحفظ حقوقه .

الصداقة.. فالكثير لا يحسن آداب الصداقة ولا يحترم حقوقها لأنه ببساطة لا يعرفها لأنها في الغالب تبني علي المصالح المادية أو الشهوة .

ولو نظرنا للعمل فنجد سوء خلق بعض العاملين بما يحمله من حقد لزميله لموقف شخصي تافه ونجد ايضا المحاباه داخل العمل وتفضيل فلان على الآخر ووضعه ضمن قائمة الحوافز، بينما يظلم ويضيع حقوق الآخر.

والحال ذاته بالإعلام فبعض العاملين يفتقدون أخلاقيات هذه المهنة من الشفافية والوضوح والصدق فى نقل الأخبار غير مهتمين بمدى تأثير ذلك علي المشاهد أو المستمع أو القارئ.

والكارثة الكبرى وسائل التواصل التي يسئ بعض الناس استخدامها، ويستخدمونها في أمور تؤذى وتفسد حياة الآخر .. حتي لغتنا الجميلة فقد اخترعوا لغة جديدة علينا هى (الفرانكوا) ..

ماذا حدث للمجتمع فقد تفككت الأسرة حتي داخلها بانشغال كل فرد بعالمه الخاص .

لابد من عودة الأخلاق الجميلة والتمسك بها فنحن مع التغيير ولكن مع الاحتفاظ بالأخلاق ..

فلابد أن يبدأ كل منا بنفسه ويقيم علاقاته مع والديه وزوجته واخواته واصدقائه .

وأخيرا إذا انتشرت الأخلاق الحسنة من الصدق والأمانة والعدل والنصح والعطاء ، أمن الناس وحفظت حقوقهم وقويت العلاقات في المجتمع .

أخلاقياتك هي رصيدك عند الناس، فأحسن عملك وخلقك تكن أغنى الأغنياء، وإن أردت الإشهار بإفلاسك فسوء خلقك يدعمك لذلك.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 4173 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.