الثلاثاء , 7 مايو 2024

عادل عبدالستار يكتب: هو أنت فاكرنى هندى!

= 1438

—–

قُدٌر لى أن أقرأ مقال يتحدث عن مستقبل الهند ومستقبل الجالية الهندية فى أمريكا وذهب الكاتب الى احتمال وصول أحد أفرادها الى حكم امريكا فى 2050، حينها تذكرت تلك الجملة القبيحة التى دائما ما نقولها إشارة منا الى ذكائنا وغبائهم – هو أنت فاكرنى هندى – وأقول أيضا بالعامية (هو إحنا حتى نطول)
ايها السادة ..

إن ما دفعنى لكتابة هذا المقال تحت ذلك العنوان هو خبر تعيين “سوندار بيشاي” رئيساً تنفيذياً لشركة “جوجل وهو هندى الجنسية، و يعمل “سوندار” في “جوجل” منذ 11 عاماً، وكان مديراً لقسم “أندرويد” الذي يشغِّل 80% من موبايلات العالم. وعندما حاولت شركتا “ميكروسوفت” و”تويتر” اختطافه في عام 2014، رفعت “جوجل” راتبه إلى 50 مليون دولار في العام، ومن المرجح أن يصل دخله السنوي إلى 100 مليون دولار بعد المنصب الجديد، ليتجاوز راتب رئيس “ميكروسوفت” المهندس الهندي “ساتيا ناديلا” الذي يتقاضى 85 مليوناً ، وليس هذا الهندى الوحيد صاحب تلك المكانة ، فقد أشرنا إلى “ناديلا” الذي يقود “ميكروسوفت”، وهناك “إنديرا نويي” رئيسة شركة “بيبسي”، و”شانتاو نارايين” رئيس “أدوبي”، و”أجاي بانجا” رئيس “ماستركارد” و”فيكرام بانديت” رئيس “سيتي جروب”، ويقابله “آنشو جين” رئيس “دويتش بنك”، وغيرهم العشرات لدرجة – وكما أكد صاحب المقال – أن التقديرات تشير إلى أن رواتب 50 من المديرين التنفيذيين الهنود الذين يقودون شركات أمريكية تتجاوز ملياري دولار في العام. فإذا أضفنا رواتب المهندسين وخبراء التقنية فقط، فإن رواتبهم السنوية تتجاوز كل تحويلات المصريين في الخارج والتي لا تزيد عن 20 ملياراً، وربما ما يفسر لنا سر نجاح الهند والهنود بهذا الشكل الملحوظ هو ثقافة المشاركة والتواضع وقبول الآخر والجَلَد والمثابرة وقيم الالتزام وأخلاق العمل، فضلاً عن نظام التعليم التنافسي الذي يهتم بالرياضيات والهندسة والعلوم.

ايها السادة …هل من المعقول والمقبول أن يحدث هذا حولنا ونحن فى نفس الوقت لا نقدر العلم ولا نحترم العلماء لدرجة أن أحد الحمقى قال فى الاعلام المصرى وهو يستهزئ بالعالم المصرى الشاب – عصام حجى – ويقول عنه مصوراتى أحجار!! … حتى لو إختلفنا مع العالم الشاب فى موقفه السياسى ولكن لا يجب أبداً أن نقلل من قيمته فتقليل قيمته تقليل للعلم ذاته ، ماذا سيكون شعور الشاب الصغير حين يقرأ أن معظم صحف العالم كانت بتحتفل وتهنئ عصام حجى بعيد ميلاده ونحن نقول مصوراتى أحجار ، اليس من الممكن أن يؤمن هذا الشاب او ذاك باننا فى بلد لا يدرى عن العلم شئ ، نعم الأن نستطيع أن نفهم لماذا وصلت الهند الى ما وصلت اليه ولماذا تراجعت مصر لهذا المستوى ، الهند التى صعدت الى الفضاء لتبحث عن هليوم2 لاستخراج الطاقة ونحن ذهبنا الى الهند لنحضر – التوكتوك-!!

اصبح من السهل ان نفهم هذا التقدم هناك وهذا التراجع هنا عندما نجد احد أعضاء البرلمان كل ما يشغله هو الضعف الجنسى ويقول للمذيعه – أسالى مراتى -!! ، اصبح من السهل أن نفهم هذا التراجع حين تخرج علينا ناشطة نسائية كل ما يشغلها فى مصر أنه يجب صرف فياجرا وحلاوة بالقشطة للرجال- اليوم السابع- حين يخرج علينا فى اعلامنا من يقول لنا ( يا ننوس عين أمك) ويخرج أخر ويقول لنا ( الواد بتاع ناسا) وتخرج أخرى تطالب بمشاهدة الافلام الاباحية!! وغيره وغيره … فكان لزاماَ أن يصبح المُنتج بهذا الشكل يصعدون هم الى الفضاء ..ويذهب عندنا المحافظ لافتتاح تنده للاتوبيس!

ايها السادة .. وكما ذكر “المسلمانى” انه قد تمّت زراعة أول «زهرة» فى المحطة الفضائية الدولية.. ضمن تجارب الغزو الزراعى للفضاء.. ثم تمت تجارب زراعية عديدة على أنواعٍ من التربة البركانيّة التى تشبه تربة المريخ. ولقد وصلت الإثارة العلمية فى هذا الصدد إلى أقصى مدى لها فى تفكير العلماء بشأن توفير المياه على كوكب المريخ.. حيث جرى مؤخراً طرح فكرة صادمة.. وهى ضرب الكوكب بجزء من كويكب صغير من أجل كسر سطح المريخ واستخراج المياه من الجليد القابع تحت السطح ، ومن ثم تُنشأ بحيرة صناعية وتبقى بعد نشأتها لآلافِ السنين. ويتم الزراعة فى تربة المريخ من المياه الجديدة التى فى البحيرة ثم يتم بناء مساكن المريخ على ضفاف البحيرة ، ثم تبهرنا جميعا بعد ذلك جامعة كاليفورنيا.. حيث نجح فريق علمى فى الجامعة فى «صناعة طوب» من تربة أرضية تشبه تربة المريخ.. دون الحاجة إلى تسخين للمواد المستخدمة فى صناعة الطوب. يصل طول الطوبة الجديدة أو «الطوبة المريخية» إلى ثلاثة سنتيمترات تقريباً.. لكنها قوية للغاية.. ويمكن صناعتها بسهولة من تربة المريخ.. لبناء المنازل والمصانع.. للإقامة الدائمة فى الكوكب الجديد ، ويقول علماء صناعة الطوب المريخى: أردنا أن نساعد الأبطال الذين ستكون لهم الريادة فى غزو المريخ والحياة عليه

ايها السادة … كل هذا يحدث حولنا ونحن مازلنا نناقش هل نجعل الشهادة الابتدائية شهادة ام نلغيها!! … يصعدون هناك الى الفضاء ونغرق نحن هنا فى مياه امطار الشتاء.

إن معركة الوعى اصبحت معركة الوطن بكامله وعلينا جميعا أن ننتصر فيها … وإن أول خطوة فى طريق الوعى هى التعليم الجيد … وما زلت أذكر كلمة غاندى حين قال لشعب الهند أن علينا أن نضع كل مدخراتنا فى التعليم ، وقد قامت الدنيا حينها ولم تقعد وقالوا أننا فقراء لا نجد ما نأكله فكيف نضع كل مدخراتنا فى التعليم ، فقال غاندى لاننا فقراء علينا أن نهتم بالتعليم ، وقد كان بالفعل فقد تحولت الهند من دوله فقيرة الى إحدى الدول العملاقه فى الاقتصاد والبرمجيات.

(حفظ الله مصر ارضا وشعبا وجيشاً)

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 737 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.