الجمعة , 26 أبريل 2024

لميس ضيف تكتب: عبرة في قصة

= 1173


أشار عليه حكماء القصر بدعوة بنات المنطقة لحفل عشاء ففعل، واكتظ القصر بجميلات المدينة من ذوي الدم الأزرق وكانت من بينهن ابنة خادمة في القصر، كانت ابنة الخادمة تدرك أنها لن تكون زوجة الإمبراطور يوما، ولا تملك جمال وثراء تضاهي به المتنافسات على قلبه، ولكنها حضرت لسبب يتيم: أنها كانت مولعة به وتريد أن تحظى برؤيته.. ولو لدقائق..
لكن حلمها المجهض دبت به الروح عندما اعتلى الأمير الشاب المنصة وخطب في الفتيات:
كلكن مميزات.. لكني سأختار شريكة حياتي بأمر هذه “البذور”
ورفع حزمة من البذور وقال لهن: ستحصل كل منكن على واحدة، وصاحبة الزهرة الأجمل.. ستكون زوجتي..
أخذت ابنة الخادمة البذرة بشغف وزرعتها في أصيص وحفتها باهتمامها المطلق لكن.. لم تنمو الزهرة.. وباءت كل محاولاتها بالفشل..!
في اليوم الموعود حملت أصيصها الفارغ وقصدت القصر متجاهلة والدتها التي نهرتها، كانت تريد أن ترى حلمها الضائع ولو لمرة أخيرة.. زاد من لوعتها ما رأته من زهور تتنافس في الجمال بين يدي الغيد الحسان.. لتفاجئ باقتراب الأمير منها.. وتتويجها له زوجة!
ضجت القاعة بصيحات الاستهجان .. فقال لهم الأمير:
“لقد زرعت زهرة الشرف.. لقد منحتكن بذورا عقيمة، وحدها هذه الشابة من تمتعت بالصدق فكانت الأجدر بينكن”.
****
في بساطة قصص باولو كويلو حكم عظيمة: ففي الحياة كثيرون يختارون اللعب بقذارة، والقفز على المبادئ بطريقة ميكافيلية للوصول للغاية، ويبدو الطريق النزيه في هذه الحياة وعراً، شديد الوحشة، سيما في يومنا هذا الذي تبدو المثالية فيه ترفا لكن..
وحده السوي والأمين من يربح الجولة النهائية، يربح آخرته، ورضا الله فوق هذا وذاك..
قد يبدو ذلك صعب التصديق في ظل الضربات المتتالية التي يُمنى بها الصالحون على يد شرار الخلق..
لكن.. صدقوا أن الحياة تستحق العيش فيها بشرف ولن تندموا.. فأقل ما قد تكسبه هو رضاك عن نفسك واحترامك لها..
عش حياتك باستقامة عالي الهامة ولا تبالي.. فالحياة امتحان
————————————————–
* كاتبة بحرينية بصحيفة الشبيبة العمانية

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 4045 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.