السبت , 27 أبريل 2024

همسات نفسية: حماتي أرملة…!

= 4363

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

علماء الدين يقولون أن الدين يتلخص فى ثلاث كلمات (معرفة- طاعة- سعادة) ويقصدون أن المعرفة تدفعك وتحببك فى طاعة الله عزوجل وطاعتك لله ستصنع لك السعادة حتماً، لذلك دائما يقولون أن إكتمال الوعى يسبق مكارم الاخلاق.

ونحن فى رؤيتنا النفسية نقول أن الحياة الاسرية الهادئة والناجحه بعد توفيق الله أيضاً تتلخص فى ثلاث كلمات (معرفة- توافق- سعادة) ونقصد معرفة بالمهارات الاسرية تؤدى الى توافق وتفاهم بين الزوجين وهذا حتماً سيحقق لهم السعادة (بعد إرادة الله) لذلك معرفة المهارات الزوجية والاسرية أمر غاية فى الاهمية والضرورة.

اولاً.. أيها السادة… إن مقالى اليوم مُوجه الى الفتاة التى سوف تتزوج بشاب وحيد لأم أرملة… أقول لها.. أيتها الفتاه عليك أن تعلمى جيداً إنك حين تتزوجى بشاب وحيد لأم أرملة فإنك فى مهمه ليست عادية عليك أن تتعرفى على نفسية تلك السيدة جيداً وهذا ما سوف نوضحه لك هنا فوق تلك السطور (فأعيرينى القلب والسمع) تلك السيدة وخصوصاً إذا مات زوجها وهى (مازالت صغيرة) وخصوصاً اذا كان لديها إبنا وحيدا، فى كثير من الأحيان يحدث صدام او مشاكل بينها وبين زوجة إبنها، والسؤال لماذا يحدث الاصطدام؟!

يحدث نتيجة أن الام تكون قد إعتادت على أمور ومفاهيم ومشاعر تكونت داخلها خلال رحلة تربيتها لابنائها ولا تستطيع كثيراً أن تغيرها كما أنها فى كثير من الاحيان تشعر تجاه زوجة إبنها (بغيرة النساء) وكآنها (ضرتها) وتعتبرها وكآنها خطفت أبنها منها!! على الرغم من إنها هى التى سعت لزواجه وربما مدحت كثيراً فى تلك الفتاه كى يخطبها ويتزوجها أبنها!!.

ثانياً… التفسير لحدوث الصدام والحل:

يحدث الصدام نتيجة تصرفات تصدر من الأم بشكل تلقائى دون إرادتها نابع مما قد أعتادت عليه طيلة حياتها ويقابل تلك التصرفات عدم معرفة وعدم وعى من زوجة الابن لطبيعة نفسية تلك الام وكيفية إحتوائها، فألام قد أعتادت على الحرص الزائد على أبنائها وشمولية الرعاية لهم وذلك نتيجة عدم وجود الزوج وخوفها من أن يفسد أبنائها أو أن يلومها الناس إذ لم تُحسن تربيتها لهم، وتسعى أن تحقق أو تعوض حياتها هى فيهم وتريد أن ترى ثمرة تضحيتها بشبابها من أجلهم لذلك يزداد إستشعارها بالمسئولية تجاههم، فنجدها مُبالغة فى الحرص والرقابة والمُتابعة ومعرفة كل التفاصيل مهما كانت بسيطة او تافهه، وكل هذا مفهوم ومقبول ولكن المشكله أن هذا يستمر حتى بعد زواج الأبن فنجدها تسأل الزوجه هل نام، هل أتغطى كويس؟ طيب أكل قبل ما ينام؟ طيب بلاش تعملى له شاى لانه بيسهره لما بيشربه قبل النوم، هو أنت عمله الرز بشعرية ليه هو مش بيحب الرز بالشعرية، هو خاسس ليه؟ هو مش بيأكل كويس؟ ليه مش موفرة له الراحة؟ علشان كدا هو مُجهد؟ هدومه ليه مش نظيفة؟ ليه مش مكوية؟

لدرجة أن إحدى الزوجات تقول كنت لا أستطيع أن أغير موضع المروحة فى غرفة نومى لأن حماتى كانت تعترض وتقول إبنى بيتعب من هواء المروحة لو وضعت هنا، وتقول سيدة أخرى أن حماتها سألتها وهى قلقة جداً لماذا لون بشرة إبنى متغيرة (هى ليه بشرته أسمرت كدا) قالت لها ربما من شمس الصيف، فقالت لها (لا) لا بد من أن تهتمى به واشترى له كريم كذا لتفتيح البشرة!!

تقول الزوجة: أنا نفسى لا اشتريه لنفسى، ولكن ماذا تقول فقالت لها (حاضر يا ماما.. من تحت الضرس طبعاً) هاشترى له الكريم، تخيلى الى هذا الحد يمكن أن تصل الامور. هنا يأتى الصدام تشعر الزوجة إنها لا تستطيع أن تفعل شئ من نفسها، وإنها طول الوقت تحت المراقبة، لا شك إنها ستتحمل فى البداية ولكن لن تستطيع أن تستمر، ثم يبدأ ما هو أخطر أن تتحدث مع زوجها وتشكو له والزوج لا يفعل شئ لانه ماذا سيقول لأمه التى ضحت من أجله عمرها كله، فلا يعجب الزوجه سلبية الزوج (حسب مفهومها) ونستمر هكذا حتى نصل الى الطلاق فى كثير من الحالات.

إذنً ما الحل… الحل يا صغيرتى إنه عليك أن تفهمى وتعلمى أنها حين تتصرف هكذا إنما تتصرف بطبيعتها وتلقائيتها لانها أعتادت على هذا الامر فهذا إبنها الوحيد الذى ضحت من أجله بشبابها وحياتها كلها، لذلك عليك أن تعرفى أبتداءً أن هذا سيحدث، فعليك أن تتقبلى مثل تلك التصرفات بصدر رحب وعقل واعى وفاهم، وحاولى أن تحتوى تلك السيدة، عليك أن تتعلمى كيف تستمتعى بالعطاء قبل إستمتاعك بألأخذ، ولا تبالغى فى الدلع على زوجك أمامها، او تلبسى ثياب متكشفه فذلك يمكن أن يثير الغيرة فى نفسها، ليس لانها سيئة ولكن لانها تعتبر أن ابنها هو ملكيه خاصة بها هى، كونى هادئة منضبطة فى إنفعلاتك، لا تتوقفى كثيراً أمام بعض الجمل أو التعليقات غير المُبرره وغير المنطقية مثل جملة (هى بشرة أبنى سمرا ليه!!)

وأكثرى ولكن دون مُبالغه فى كلامك المعسول لها، وتذكرى دائماً إنك فى مهمه ليست عادية، وحين يشتد بك الامر تذكرى معناة تلك السيدة وتذكرى مدى تضحيتها، فهى وعلى الرغم من تصرفاتها غير المنطقية فى كثير من الامور إلا إنها فى النهاية نموذج للتضحية يجب أن نفتخر به، وتذكرى أن ما تقدمية من أحتواء لها لن يضيعه الله أبداً وستجدى إنعكاس هذا على حياتك وبركة فى أبنائك.

حفظ الله بيوتنا… حفظ الله مصر… أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

——————-
* مدرب معتمد للاستشارات الزوجية والأسرية

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 4343 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.