الجمعة , 26 أبريل 2024

كبسولات مهدئة…(الشخصية المستسلمة)…تكتبها رشا صيرة

= 1770

أردت الاستسلام لأننى لم أر جدوى من الكفاح ، وشعرت انه لا شئ يمكن اثباته أو اقراره أو اضافته أو اسقاطه فى وجود لم أختاره( هنرى ميلر).
فى الحياة مواقف وأشياء كتير محرجة بنحس بالخجل واحنا بنتصرف فيها ؛ زى لما تلاقى نفسك مجبور على فعل أشياء دون رغبتك ؛ أو شراء أشياء انت مش عاوزها لمجرد الحاح البائع عليك ؛ واوقات بتستمر فى سماع أشخاص لا يهمك حديثهم وبتبقى محرج انك تعتذر لهم علشان تسيب المكان وتمشى !
أو لما شخص يطلب منك مبلغ كبير وتبقى مش قادر ترفض ومش قادر تعتذر !
أو قبولك لأوضاع غصب عنك علشان هتزعل غيرك !
كل المواقف دى الناس بتفسرها على انها خجل ولكن ده مش خجل ؛؛؛؛ ده أسمه أستسلام …..
لان الخجل هو الحياء المحمود شرعاً والمقبول عرفاً ، والخجل بيكون فيه تواضع ولين وإيثار ومحبة للآخرين ، الخجل بيختلط بالأستسلام وبينشأ منهم مفاهيم خاطئة وهى …انى عشان أكون محبوب من الجميع ولطيف لازم أقدر رغبات الآخرين ومشاعرهم على حساب رغباتى ومشاعرى دايمًا ، وانى ماأسببش ازعاج أو قلق لمشاعر الآخرين بإبداء مشاعرى وارائى ورغباتى!
وده بيرجع من كتر الضغوط النفسية الداخلية اللى بيواجهها الشخص الخجول من الأسرة من صرامة الوالدين وشدتهم وكثرة أنتقادهم وتجاهله وعدم اتاحة فرصة لإبداء رأيه أو فرصة لظهوره وسط الناس وتقييد حريته ودايما بيطالبوه انه يقول حاضر ونعم ومش بيسمحوله بالمناقشة أو الأعتراض …
وده اللى بيخلق شخصية مستسلمة….
-المستسلم ….دايما بيوافق الأخرين وبيسايرهم فى رغباتهم ولو على حساب نفسه لانه لا يجرؤ انه يقول( لا) او انه( لا يريد) ودايما بيقول ( نعم) و(حاضر) لمن يستحق ومن لا يستحق !
– المستسلم ….ضعيف القدرة على ابداء رأيه الشخصى ووجهة نظره لانه بيخاف انها تكون مخالفة لأراء الآخرين .
– المستسلم ….بيكون ضعيف القدرة على إظهار مشاعره الداخلية ( الرضا – الاستياء – الحب – الكره) وبيحبسها جوه نفسه .
– المستسلم …..بيكون حريص على مشاعر الآخرين وبيخاف يزعجهم أو يجرح مشاعرهم .
– المستسلم …..ضعيف فى اتخاذ القرارات .
– المستسلم …..بيكون متواضع لدرجة ممكن يذل فيها نفسه.
المستسلم …. ضعيف التواصل البصرى وبيخاف دايما وبيتجنب التقاء العيون وصوته دايما منخفض ، بيسيب حقه حتى لو كان معاه الحق بالشهود والبرهان.
الشخصية المستسلمة بتنجح فى اى مجال يتطلب البذل المادى أو المعنوى والتضحية والايثار وخدمة الآخرين سواء كان فى مجالات إجتماعية أو دينية أو غير ذلك لان نفسه بتنساق للمجالات دى بسهولة وبيلاقى من اللى حواليه ثناء وتمجيد واستحسان بيخليه يستمر فى هذا الطريق بكل سعادة .
وده كله ممكن يخليه يعتقد انه لازم يشتغل طول الوقت ومش من حقه الراحة واوقات البعض منهم بيحرم نفسه من متع كتير فى الحياة لانه لم يدرك ان هناك ما يستحق انه يخصص منه جزء من وقته لنفسه وان مهام العمل يمكن انها تتوزع بالتساوى على بقية الزملاء وانه مش مجبور على العمل اكتر منهم …
المستسلم بيعيش حياته مجبور وعايش دور المضحى وبيخليه فى احيان كتيرة يعانى من الانكسار …
” لا تذهب إلى سريرك منكسراً …

“ابق مستقيظاً وقاتل حتى النهاية” (فيليبس ديلر).

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 8826  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.