الجمعة , 26 أبريل 2024

ومن يحمي المواطن؟

= 1855

بقلم : داليا جمال

لست أدري.. هل كان شرطا من شروط صندوق النقد الدولي، أم أنه كان نتيجة رؤيا صالحة لأحد الصالحين في البرلمان، دفعت الحكومة لتقديم مشروع قانون لمنح رخصة لسايس العربيات مقابل ٢٠٠٠ جنيه سنويا !

ماذا يعني هذا القانون؟

يعني ببساطة شديدة.. إن الراجل اللي كان مش لاقي شغله ولا مشغله يعملها طول النهار، وكان بيرمي بلاه على خلق الله في الشارع، مره يقولك هات ورا يا فندم… ومره يقولك تركن يا باشا.. خلاص بكره هيبصلك بقوه واقتدار.. وبدل ما ياخد منك جنيه واتنين ويقول الف شكر يا باشا، هتلاقيه بيقولك عشرين جنيه الركنة هنا.. ولو مش عاجبك امشي !

وفاكر الست اللي افتكرت نفسها صاحبة الملك لشارع البنك الأهلي على الكورنيش هي وصبيانها من البلطجية، اللي كانت تبصلك بنظرات نارية وهي بتقولك الركنة بعشرة جنيه للساعة يا بيه!

أهي دي بقي بعد ما تاخد الرخصة وتبقي سايس حكومي رسمي… هتسمي نفسها المعلمة “فضة المعداوي”.

وهتقعد بمنتهى الثقة والفخر وهي حاطة رجل على رجل وبتدخن شيشة في وش حضرتك، وتقولك الساعة بعشرين جنيه، ولو اعترضت هتلاقي الرجاله بتوعها في مواجهتك، أو ترجع تلاقي عربيتك عالارض.. وكل ده ليه؟

لأن الحكومة قررت تبيع المواطن للبلطجية بـ٢٠٠٠ جنيه، أه والله، وقررت تحول البلطجة لمهنة برخصة رسمية، وبدل ما أقسام البوليس شغالة ليل ونهار لمكافحة الجريمة، هتتفرغ الشرطة لبلاغات المواطنين ضد السياس، لأن القانون لم يعد يحمي المواطن، بعد أن أصبح المواطن وسيارته على كيف ومزاج بلطجي برخصة.. بلقب سايس!

الحقيقة مش عارفين… هل تراجع الحكومة نفسها قبل تقنين هذه المهنة التي ستحول البلطجة لمهنة تدر على صاحبها آلاف الجنيهات في اليوم، أم أن هذا القانون هو فرصة لأولادنا ليعيدوا النظر في جدوى تعليمهم ووجع قلبهم وقلوب اهاليهم في المذاكرة والدروس ، لأن السايس بالرخصة الجديدة هيكسب عشرات أضعاف ما يكسبه خريج الجامعة ولو كان حاصل على دكتوراه… يبقي العيال تتعلم ليه؟

وبكده تثبت لنا الحكومة والبرلمان.. ان العلم في الراس.. مش في الكراس.. وعيش بلطجي.. تاخد رخصة!

—-
* الكاتبة مدير تحرير أخبار اليوم

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 4443 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.