الجمعة , 26 أبريل 2024

قوم ياجوج ومأجوج..ومحاربة الفساد!

= 1739

—–

بقلم: ياسر عامر

ضرب لنا ذو القرنين في القرآن الكريم “سورة الكهف” مثلا عظيما لقائد عظيم وقصته مع شعب سلبي، وجد نفسه هذا القائد العظيم مسئولا عنه حتى لو لم يكن هذا الشعب هو شعبهن وحتى لو لم يكن ليس موطنه او بلاده التي عاش وانتمي اليها، ولكنه في النهايه وجد نفسه في موضع المسئوليه…. التي لا يمكن التملص منها.

وهذا المثل هو مثل حي يحدث في مجتمعاتنا العربيه خصوصا وهو الفساد وكيف يتعامل معه الشعب بمساعدة القائد وليس العكس،فمحاربة الفساد تبدأ من الشعب أي من قاعدة المثلث وليس راسه كما يطنون، وبدون الخوض في التفاسير المختلفه عن ماهية يأجوج ومأجوج، وعن ما هو الشعب الذي لا يفقه الكلام الذي ذهب اليه ذو القرنين، والقصه على رغم انها بها غموض كثير وتفاسير مختلفه الا ان القرآن الكريم قد بين لنا منها درسا عظيما في الايجابيه ومحاربة الفساد.. فهذا الشعب شعب كسلان سلبي، رغم توفر الامكانات، والأفكار، وواضح انه يفتقر الي القياده او الزعيم الملهم ” بضم الميم وفتح او كسر اللام او هما معا” يلتفوا حوله كما يحدث في بلدان كثيرة الآن، لدرجة أن هذا الشعب لم يكلف نفسه التعلم فحتي اللغه لا يستبين من يحدثهم ما يقولونه، وواضح انهم بلا حاكم او قائد، ولا يسعوا الي التعلم فهو شعب جاهل امي… وهذا الشعب لم يكد يصل اليهم ذو القرنين سواء غازيا كان او عابر سبيل او حتى محتل او مجرد مسافر في بلاد الله الواسعه… حتي التفوا حوله وهرول اليه كبرائهم رافعين اليه مر الشكوي من فساد يأجوج ومأجوج، يشكون من الفساد ولا يحاربونه، ولم يحاولوا قط ان يمنعوه، واكيد منهم من كان يعيش عليه ويكون الفساد سبب في ثراء كثيرين منهمن ومنهم أيضا من يعشق الفساد ولكنهم يشتكون منه امام هذا الغريب القادم اليهم من البلاد البعيده، مظهرين انهم” يا ولداه” الشرفاء المغلوب على أمرهم، ظانين انهم اهل الفضيلة المعتدي عليهم، ولا يؤمنون أبدا أنهم وياجوج وماجوج على حد سواء مشاركين في منظومة فساد بسلبياتهم وغبائهم، وجهلهم، وكسلهم، واستسلامهم وخضوعهم، وخنوعهم، لهؤلاء اليأجوجين والمأجوجيين الذين يعرفون جيدا انهم قوم ضعفاء جهلاء…. والجهل من أسباب انتشار الفساد وانتشاره كالنار في الهشيم، أو كالسرطان في جسد ضعيف واهن.

وعلى رغم أن هؤلاء القوم التعساء يعلمون جيدا الطريق الذي ياتي منه الفساد متمثلا في الياجوج والمأجوج” بين الجبلين”، ويعلمون جيدا ان بناء سد بين الجبلين يمنع الفساد القادم اليهم، الا أنهم من داخلهم لا يريدون، فليست الاعمال بالنوايا فقط بل بالإصرار والعزم على التنفيذ وقد يكون كبرائهم أنفسهم يتآمرون عليهم، ويتحالفوا مع الفساد للاستفاده من شفط دماء شعبهم لجهله… ولكن القائد الواعي الهمام بعد ان فهم “دماغ” هذا الشعب وقرأ ما بين السطور من لقائه بكبرائهم، اعتلي منابرهم الإعلاميه، وبثت شاشاتهم الضخمه، خطبته العصماء فقد حول محاربة الفساد لمشروعا قومي بمعني ان يشترك فيه الجميع شعبا وقائدا، شيوخا وصبيانا، نساءا ورجالا، وان تسخر كل إمكانية الدولة لمكافحة الفساد، وقد وضع الخطه الذكيه، باعلانه مشروع السد الذي كانوا يحلمون به الي أكبر من ذلك… الي ردم عظيم، أنظر حتي في احلامهم ينظرون تحت أقدامهم فالفرق كبير فالسد مجرد حاجز بين جبلين بلغة الهندسه يسمي “بناء حي” يموت بعد عدة سنوات فقط وموته هو انهياره، اما الردم فهو” بناء ميت” يشبه اهرامات مصر تعيش الوف السنين وهو عبارة عن حائطين أملسين من الأمام ومن الخلف، بينهما فراغ تم ملئه بالحديد والنحاس المذاب بتفكير عبقري هندسي علمي، وبتعاون جميع فئات الشعب، ورفض ذو القرنين أي اجر بل جعله عملا مخلصا لوجه الله وحده وسيبقي هذا الردم الي ان يشاء الله… حينئذ سينهدم بمشيئة الله عندما يقول كبير هؤلاء الياجوجين الماجوجين غدا نستكمل الحفر ان شاء الله…. فتكون علامة من علامات الساعة الكبري.

هكذا يكون الشعب الإيجابي الذي يريد محاربة اي فساد او عدوان، وهكذا يكون القائد الملهم المخلص فبالشعب والقائد تنمو الامم فالشعب والقائد يدان لجسد واحدا ولعلنا كشعوب عربيه نتعلم الدرس.

بسم الله الرحمن الرحيم”ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)” (.سورة الكهف).

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 4216 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.