الجمعة , 26 أبريل 2024

الصناعات الحرفية العُمانية أحد روافد التنمية والتنويع الاقتصادي

= 1025


مسقط – حياتي اليوم

تعتبر الصناعة عصب الحياة الاقتصادية وشريانها الأساسي، وما الصناعات الحرفية إلا جزء مهماً من تلك الصناعات، فهي موروث حضاري واجتماعي وثقافي عريق تتوارثه الأجيال.

وقد عملت سلطنة عُمان على الحفاظ على هذه الصناعات وتطويرها باعتبارها أحد روافد التنمية في البلاد، وشجعت القائمين عليها، وخصصت لهم يوم الثالث من مارس من كل عام للاحتفال باليوم الحرفي العُماني، تقديراً لقيمة الأداء والعمل الحرفي.

وباتت الصناعات الحرفية نافذة عُمان الحضارية على العالم، للتعريف بتجربة السلطنة في النهوض بالقطاع الحرفي والمحافظة على الموروثات الحرفية التي تعبر عن الهوية الحضارية والثقافية للمجتمع عبر إبراز المبادرات الحرفية المتكاملة بهدف تحقيق آفاق من التعاون والعمل المشترك وتعزيز الحوار العالمي بين مختلف الأمم والحضارات.

وفي هذا السياق شاركت السلطنة في العديد من المعارض الدولية مثل معرض بوردو الدولي بفرنسا ومعرض بنديك بتركيا، والمشاركة في فعاليات الأيام الثقافية العمانية في البرازيل واليوم العالمي للصناعات الحرفية بإيران والمعرض السنوي الأول للحرف اليدوية لدول مجلس التعاون بقطر.

ومن ناحية أخرى، عملت السلطنة على الاستفادة من خبرات بعض الدول المتقدمة في القطاع الحرفي، فوقعت الهيئة العامة للصناعات الحرفية على مذكرة تفاهم في المجال الحرفي والصناعات التقليدية مع تونس.  ولتحقيق استراتيجية التمسك بالصناعات الحرفية باعتبارها موروثاً حضارياً انتهجت السلطنة الوسائل التالية:

أولاً: الاهتمام بالمبادرات الداعمة للنهوض بمشاريع ريادة الأعمال خصوصا لدى فئة الشباب وذلك تنفيذا لتوجيهات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان خلال لقائه بالمواطنين بسيح الشامخات بولاية بهلاء ، ومن هنا جاءت مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية لعام 2015/2016 لتؤكد اهتمام الحكومة بهذا القطاع المهم.

ثانياً: تهيئة البيئة المحفزة للعمل الحرفي من خلال إنشاء العديد من المراكز الحرفية بهدف تطوير مستويات الإنتاجية لدى الحرفيين وتدريبهم وفق معايير عالمية معتمدة في التدريب،  وتدشين مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات المتكاملة والتي تتعلق بتنمية الطاقات الحرفية المحلية وتعزز من مواهب الابتكار والإبداع الحرفي لدى المنتسبين للقطاع والمقيدين به.

ثالثاً: الاستمرار المكثف لدورات التدريب والتأهيل الحرفي، إما من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات العاملة، وإما من خلال الاحتكاك المباشر مع الخبرات الأخرى الإقليمية من خلال المشاركات في أنشطة وفعاليات منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، أو الدولية عبر المعارض التي تشارك بها الهيئة في الخارج، بهدف الاستفادة من مخرجات الإنتاج وتوظيفها ضمن استراتيجية الاستثمار والترويج القائمة على منهجية الابتكار.

يأتي هذا الاهتمام العُماني بهذا القطاع التراثي والحضاري، ليس فقط باعتبار المشاريع الحرفية مرتكزاً محورياً ومسانداً لرفع حجم نمو الإنتاج المحلي، وإنما لغرس ثقافة الابتكار لدى الجيل الناشئ باعتبارهم المحرك الأساسي لإنتاجية التطوير.

ولا تتوانى الحكومة العُمانية ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية، عن دعم وتحفيز الحرفيين والعمل بكل السبل على تحسين إنتاجيّتهم وتطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم، عبر برامج دعم عديدة، ومحفّزات متنوعة، لضمان استمراريّة هذه الحرف التي تبرز الهويّة العمانية، ووفق  أحدث التقنيات التكنولوجية التي تتواكب مع العصر.

شاهد أيضاً

الاثنين القادم .. الشورى العُماني يناقش مشروع قانون الإعلام والسياسة الإعلامية

عدد المشاهدات = 8304 مسقط، وكالات: يستضيف مجلس الشورى العُماني الاثنين المقبل الدكتور عبدالله بن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.