الإثنين , 29 أبريل 2024
د. إيمان دويدار

د. إيمان دويدار تكتب: 90 ألف وظيفة..لشخص واحد ..عندنا فقط !

= 1159

تيقنت أن حجم البطالة فى بلدى التى بينى وبينها حالة عشق لن تنتهى ابدا ،  يتزايد يوما بعد يوم ، وليت الأمر يقف عند ذلك بل إن حجمها لن يتوقف عن الزيادة ، ولما لا ونحن نشاهد الكثيرين واذا بكل واحد منهم يمتهن بل يستحوذ على عدة وظائف بجهات مرموقة  (عالية المستويين المادى والاجتماعى)، ومما لا يدع مجالا للشك انه بالتبعية سيكون رواتب ذلك الشخص من أكثر من جهة وطبعا بأجر (ألاف  وربما ملايين الجنيهات). ومعاذ الله أن أنكر عليهم قدراتهم العقلية الفذه بل اننى أستطيع أن أجزم انهم يستحقون تواجدهم فى أحدها فقط !

إضافة إلى اننى أقر ان لديهم المهارات والقدرات اللازمة للقيام بوظيفة واحدة فقط، والتركيز عليها حتى يتركوا لغيرهم وظيفة لكى يعمل هو الآخر، ولم لا؟ فإتاحة الفرصة للإنسان للعمل تمنحه فرصة الحياة  (الأكسجين ) الذى هو ضرورة لعدم السماح لأول أكسيد الكربون السام، والذى يمثله افتقاد الشاب للوظيفة فيقضى عليه.

سؤالى التالى ملح للغاية لكل من يستحوذ على عدة وظائف تاركا غيره بلا عمل: ألا يكفيكم شغل وظيفة واحدة تتقاضون منها رواتب تؤهلكم للحياة الكريمة تاركين باقى الوظائف لآخرين ممن بفترشون انتريهات منازلهم وربما مقاعد المقاهي وهم محملون بأحلامهم المؤجلة لأكثر من خمس أو عشر سنوات بعد التخرج؟ 

والكارثة الحقيقية انها أحلام ليست مؤجلة فحسب بل إنها مغلفة(بسيلوفان)الإحباط ، وكل ذلك لا لشيء إلا لحظهم العثر الذى أبى أن يقابلهم بساحر توفير افرص العمل أو سحرة الواسطة المنتشرين هنا وهناك، إذ أن فى مقابلتهم رحمة من كنبة الانتريه فيتركوها لوالديهم ليجلسوا عليها بدلا منهم للراحة، ولما لا فهم من بذلوا الغالى والنفيس من أجل تعليمهم بما يؤهلهم لسوق العمل لا لأن يشاركوهم الكنبه بعد كل هذا الحرمان من أجل أبناءهم العاطلين للأسف!

سؤالى التالى للسادة أصحاب الاستحواذ على أكثر من وظيفة: ألا يستحق آباء هؤلاء الشباب العاطلين المؤهلين أن يجدوا مكانا محترما فى سوق العمل ويحصلون على مقابل عملهم واجتهادهم لصالح بلدهم ليزدادوا انتماء لها  بدلا من الحصول على نفس الأموال وأكثر حال استقطابهم من إحدى الجهات التى تهدد أمننا القومى والوطنى فتدعوهم لممارسة للإرهاب الأسود،  أو أن نصحوا على خبر غرقهم واحلامهم معا حالما يفكرون فى اللجوء للهجرة غير الشرعية بحثا عن فرصة عمل خارج بلدهم والمستحوذ عليها انتم أصحاب الوظائف المتعددة.  

وللأسف، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فربما يسقطون كضحايا لسماسرة الأعضاء أو سماسرة الأعراض ، وكل ذلك لا لشيء إلا لأن أصحاب الوظائف الوفيرة يغتالون أحلامهم فينعمون وهم يقتلون!

وأخيرا..أوجه سؤالا أكثر إلحاحا لكم يا من تحتكرون أكثر من وظيفة فى ذات الوقت، وتتقاضون منها عائد بالألاف أو الملايين: كيف تستبيح ضمائركم ذلك الوضع بينما الكثيرين بلا عمل وبلا راتب ؟

ختاما ..دعونى أسأل: هل تستطيعون أن تتحملوا أن يعيش كل منكم أو أحد أبنائكم بنصف إنسان جسديا ونفسيا؟

——————-

* استشارى الصحة النفسية للأسرة.

شاهد أيضاً

مسدس - جريمة

بعد حكم إعدام المتهمين…قرار جديد من محكمة النقض في قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال

عدد المشاهدات = 8328 قررت محكمة النقض، اليوم الإثنين، حجز طعن المتهمين أيمن حجاج، وحسين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.