السبت , 4 مايو 2024

منى العزب تكتب: من يحمي من لاظهر له؟

= 1547

Mona Azab 3


توقفت طويلا امام موقف ضابط الشرطة الذي ضرب مواطنا بالحذاء. ولن أقول محاميا لانه من المفترض ان تعمل الدولة علي حفظ كرامة المواطن ايا كانت مهنته ،وحتي لو لم تكن وراءه نقابة قوية تملك اجبار الجميع علي احترام اعضائها. ولفت انتباهي احتفاء ضباط الشرطة بزميلهم والذي يعكس طغيان الاحساس بنشوة الانتصار علي الاحساس بتدني مستوى التطرف وعدم لياقته، او الآثار المترتبة عليه.

الموقف كان محتدما.. المحامون بإصرارهم.. وضباط الشرطة بعنادهم. ولم يكن للموقف إلا نتيجة واحدة وهي توقف الطرفين عن العمل وتعطيل مصالح المواطنين. فجاء اعتذار الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يحمل قيمة كبيرة كبر مقامه ، وحجما يساوي عدد من يمثلهم ، وهم جموع الشعب المصري كله.

الرئيس اراد ان ينهي الموقف باعتذاره ،ويمنع تفاقمه وربما انفجاره ، كما اراد ان يؤكد على عدم قبوله لما حدث. . وبرغم قيمة اعتذار الرئيس فقد انهى الاعتذار الموقف دون ان ينهي المشكلة ، او يمنع تكرارها. صحيح انه لا يمكن لأحد ان ينكر ان هناك تحسنا في أداء الجهاز الشرطي بعد ثورة يناير الا ان امامه الكثير ليصل الي مستوى مواطن ما بعد الثورة. وربما يكون اعتذار الرئيس رسالة لمن يريد ان يفهم دون مكابرة.

ما انتظره من الرئيس ان يكون اعتذاره بما يحوي من قيمة كبيرة بداية لتوجه جديد تجاه الجهاز الشرطي يؤكد ان الدولة لا تحمي فقط من يستندون علي ظهور قوية لتترك باقي المواطنين يتلقون الضربات علي بطونهم الخاوية.

خطوط حمراء

بعد مرور عامين علي رحيل الاخوان مازلوا يرفضون ما أراده الشعب حتى اللحظة الحالية، وهو ما يعكس ضيق افقهم. ولم يكف الاخوان عن محاولاتهم تعطيل المسيرة اوتدمير مايمكن تدميره الا ان هناك خطوطا حمراء من الصعب عليهم تجاوزها ولن يغفر لهم الشعب الاقتراب منها وهي تاريخ هذا البلد وآثار حضارته.

حادث معبد الكرنك جريمة لا يمكن السكوت عليها اوتجاوزها. فبعد ان فقد الاخوان الواقع وضاع املهم في الاستحواذ علي المستقبل يتجهون للماضي الذي هو قيمة كبيرة لايجوز الاقتراب منها اوالمساس بها. التصرف بقدر ما فيه من عنف بقدر ما يحوي من غباء لأنه يقطع آخر الاواصر بينهم وبين هذا الشعب العريق.
————–

Mona.alazab12@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11338 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.