الأحد , 5 مايو 2024

رهام ناصر تكتب: بين الشك واليقين!

= 2649

Reham Naser


أنتابتنى رهبه .. حين كنا بوداع .. و قد حملت بقايا عطرك بكف يدى .. أمررها كل دقيقه على أنفى كى أطمأن أنها لازالت تلتصق بى .. فكل سفر كنت أخشى الا تعود .. و كما تعودت .. أن ادعو الله يحفظك بحق لا اله الا الله .. لتجيبنى محمد رسول الله … و تفزعنى بعبارة على ولى الله  .. تبتسم …. بخبث أعرفه … تثير قلقى و أثم الظن الخانق بصدرى ..  لتسترد بعبارات .. عن ثقافات لم أتعرف عليها … لم تكن من نسج  مذهب أمتنا …..

تلك الثقافات المجهوله التى تعكس طرق عبادة آخرى لله غير ما كنا نعتنق ابتلعت غصة بحلقى … حاولت ان اخمد ارتجافتى .. و اسكت طبول الشك بعقلى .. لم أجيبك .. انصرفت .. و قد تمددت اﻷرض .. بمد بصرى … يجتاحنى خوف .. أعظم من خوفى بعد وفاة أمى .. و تساؤلات … هل تنتمى الى مجهول لا أعرفه … حقيقة … لم أجرؤ أن أصارحك .. أنتظرت اللقاء .. بصمت .. مزيف .. يرقد على بركان من القلق المضنى … و احساس ملتاع بعد أن ينتزع غامض عزيز من قلبك .. أحاول أن أعبر إليك .. فأترنح … بين جنبات الشك فيك و التيه عنك أكثر و أكثر ..

اتجهت صوب حاسوبى أبحث عن ما تردده أقرأ عن هؤلاء المسلمين غيرنا الذين يقولون عنهم هنا ذوى اللحى و الجلباب القصير بأنهم أشد خطرا من اليهود على الإسلام .. أحاول أن أصل كيف تكون الرسالة عندهم .. فرغت إلى أننا جميعا نؤمن بخرافات تحت مسمى الطائفة التى ننتمى إليها .. أسارع إلى أصدقاء عالمنا الافتراضى الذى نعيش به نصف عمرنا و كنت أتجنب أحاديث الدين فكلنا نتقن التصنع بأننا متحضرين لكن الجاهليه تسكننا رغما عنا أحدثهم بعد أن أتخطى بصعوبه حاجز الحرج .. أجدهم مثلنا باللغه و الملامح و الدين أيضا و لكن فرقتنا فتنة سابقه .. بعهد مضى ..

ينتابنى الشك أكثر ليس فيك أنت الآن و لكن فيما نقل إلينا .. و أقع فى شباك سؤالى الحائر .. اين الطريق الحقيقى إلى الله .. دائرة مرهقه تلك التى ندور بها بحثا عن حقيقة الأشياء و أصعبها حين يكون البحث عن حقيقة مسلماتنا و معتقداتنا .. نحتاج أن نتجرد .. ان نتعرى .. أن نمارس قبح ما بحثا عن كمال يصنع حياة للروح داخلنا .. و كلما نزعنا ثابت من الثوابت داخلنا .. نتألم .. فكل مخاض مؤلم .. كل ميلاد لحقيقه … مرعب أيضا .. و أعود لحديث بيننا:

..على كدا بقا أنت شيعى ؟

هو .. ههههه اشمعنى .. بتقولى كدا ليه

أنا .. يعنى شيفاك بتقرا كتير عنهم و بحس أنك ميال شويه إيران .. دا انت كمان بتحب بتوع حزب الله اللى بنعتبرهم هنا أعداء لينا

هو .. شوفى اولا أنا لا سنى و لا شيعى أنا أعتقد إلى الآن أنى مسلم .. لكن الحقيقه اللى مؤمن بيها إيمان مطلق إن عدونا الأوحد هم اليهود بدولتهم إسرائيل و أنا فعلا بميل ﻷتجاهات ايران السياسيه و بحترم جدا حزب الله دا من منظور واحد أن عدو عدوى هوه صديقى .. فهمتى ؟!

بصمتى أجيبك .. فأنا بالشك قد وصلت إلى أبعد من أن أنتمى إلى قومية محدده كقوميتك العربيه .. أنا فقط أبحث عنى و لن أجدنى إلا حين أصل إلى يقين .. كيف الطريق إلى حقيقه الايمان .. و كيف أعرف أن أصل إلى الله ..

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 6251 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.