لا تمر دقيقة واحدة فى الاعلام المصرى وخاصة فى شهر رمضان , دون ان يصادفك محتوى اعلاني يدعوك للتبرع لجمعية او مستشفى ما .
فــلا يمكن انكار ان التصدق بالمال لأعمال الخير هو عمل يعود بالخير على المجتمع على المدى البعيد .
لكن على الجانب الاّخر .. هناك محتويات اعلانية الخاصة بمشروعات الاسكان والتعمير فى المجتمعات الراقية, والتى يصل اسعارها الى ملايين الجنيهات , و يأتى بعدها مباشرةً اعلان يدعوك للتبرع لاحد المستشفيات او الجمعيات
مثل اعلان ( مستشفى 57357 و 500500 لعلاج السرطان – جمعية الاورمان – بنك الطعام )
.. وهذا ما اثار استفزاز قطاع كبير من المصريين عند مشاهدة تلك الاعلانات و ما بينها من تناقض .
و يجب النظر ايضاً ان فى الوقت الذى تعرض فيه هذه الاعلانات لمختلف المراكز و المستشفيات , فانها جاءت فى فواصل مسلسلات وبرامج تكلفت مبالغ طائلة فى انتاجها , بالاضافه الى الاجور الباهظه التى يتقاضاها ابطال تلك المسلسلات والبرامج , مما يمثل هو الاّخر تناقضا و جدلاً كبير .
وقد عبر البعض على مواقع التواصل الاجتماعى عن هذه التناقضات التى تشهدها الشاشة الصغيرة , حيث علق بعضهم عن تكاليف البرامج واجور الفنانين فى رمضان ويأتى بعدها فواصل اعلانية تحت عنوان ( اتبرع و لو بجنيه او اتبرع من اجل اطعام فقير او من اجل انقاذ طفل ) وهكذا .
وعبر البعض الاّخر عن غضبهم من هذه الاعلانات لان منها ما يحتوى على مشاهد قاسية للمرضى ..وانها من وجهة نظرهم تعتبر متاجرة باّلام المريض , وانها تنتهك الخصوصية من خلال استغلال المرضى للحصول على التبرعات , وانها تأتى بنتائج سلبية على من يشاهد تلك الاعلانات.
وبعض الاعلانات تصور هذا المرض بطريقة سلبية , فـانه اذا لم تقم بالتبرع الاّن فسوف يكون مصير المريض بلا شك هو ( الموت ) .
واقترح البعض على مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج يحمل اسم ( اعلانات نشر الموت ) , اعتراضاً على ما تقدمه محتوى هذه الاعلانات . و انها تتسبب فى حالة من التشاؤم و اليأس لكل من يشاهدها.
اخيرا .. نحن لا نهاجم هذا النوع من الاعلانات ولكن يجب ان لا يكون هناك تناقض بينها وبين محتوى الاعلانات الاخرى واعادة النظر فى تكاليف البرامج و اجور الفنانين , فيجب ان يكون هناك نوع من التوازن وعدم التناقض .
اما عن هذه الاعلانات فيجب ان تقدم بشكل اكثر ايجابية و بطريقة تبث روح التفاؤل والامل للمشاهد و المريض ولا تتاجر باّلامه ومشاعره , وان تقدم بشكل افضل مما هى عليه الاّن .