الجمعة , 3 مايو 2024

خلود أبو المجد تكتب: اجمد يا شعب..احنا مش صراصير!

= 1537

Kholod Abulmagd 2


أسبوع ثقيل كاد يدمر جهازي العصبي لما حمله من أحداث ثقيلة على قلوبنا جميعا، بين تفجير مسجد الصادق في الكويت الذي لا يبتعد كثيرا عن مقر عملي أو عمل شقيقي الذي لولا مهاتفتي له صباح ذاك اليوم لكنت أكتب الآن من مستشفى المجانين، ليعقبها بأيام عملية الاغتيال الحقيرة التي استشهد على أثرها النائب العام هشام بركات وكلمات ابنته مروة التي كلما قرأتها كانت تجعلني انتحب، وجعلتني أشعر بالمرارة تملأ جوفي، ليعقبها عدة أخبار عن عدد من التفجيرات هنا وهناك في قاهرتي، شعرت معها بأن جهازي العصبي يكاد ينفجر لكثرة التفكير في آباء ثلاث من الأصدقاء راحوا ضحية تفجير مسجد الصادق، كنت قد تعاملت معهم وعرفتهم عن قرب، وكان السؤال في ليلة اغتيال النائب
العام ومع كلمات ابنته، ماذا إن تعرض أحد المقربين لمثل هذا المصير؟ وكدت أفقد إيماني بكل ما حاربنا من أجله العام الماضي للتخلص من حثالة الإخوان واستعادة قاهرتي التي أحب من بين أيديهم وأيدي غيرهم ممن أرادوا تدميرها والقضاء عليها كما فعلوا في غيرها من الدول العربية.
 
لتأتي الإجابة بعدها بيومين بذاك الهجوم على قواتنا المسلحة وبسالة شبابنا وصمودهم في مواجهة الأعداء، بل أن كثيرا منهم كان مستمرا في المواجهة وهو مصاب مصممين على نيل الشهادة، خاصة ونحن في هذا الشهر الفضيل الذي حاربنا وانتصرنا فيه على العدو الصهيوني، فنحن شعب أقوى من الانكسار أو الهزيمة ولا نستسلم بسهولة لأي مخاطر أو عدو يواجهنا، بل أننا في كل مرة نسطر تاريخ العزة والكرامة، لتصبح دروس لأعدائنا بأنهم أمام كيان لا يهزم، فتتحول موجة الاكتئاب التي كادت تودي بالجميع لشحنة عظيمة من التفاؤل ومحاولة شحذ الهمم لمواجهة الخطر، والتأكيد أن الشعب المصري لا يهزم .
 
فتحولت صفحات الفيس بوك للجميع لمواقع إخبارية تنقل الأخبار الإيجابية عما يحققه خير أجناد الأرض رجال الجيش المصري الرجال، محاولين المساعدة في بعض الأوقات في نشر إعلانات عن حاجة المستشفيات العامة في المحافظات القريبة لمواد طبية أو حتى للتبرع بالدم، وأصبح الكل يبحث عن الأخبار الإيجابية لنشرها، والتأكيد بعدم أخذ أخبار إلا من الموقع الرسمي للقوات المسلحة.

لكن الصدمة كمنت في محاولة بعض رؤساء تحرير الصحف المقروءة في كتابة أخبار وأعداد عن ضحايا الجيش مغلوطة ولم يتحروا عنها الدقة في محاولة لتحقيق السبق الصحفي، الذي لا أفهم معناه في مثل هذه الظروف وهو بعيد كل البعد عن المهنية التي تعلمناها من قراءتنا للكتاب وأهل الإعلام الأوائل، ممن علمونا بأن هناك الكثير من المعلومات التي يمكن أن تحقق لنا السبق والنجاح إلى أنها من الممكن أن تهدم الكثير من القيم المجتمعية، أو تكسر من المعنويات في وقت نحن في أمس الحاجة لما يرفع من معنوياتنا لنتمكن من الصمود.
 
وفي وسط كل هذا يطل علينا إثنين من الكتاب بمقالين يحملان من التناقض الكثير، الأول لواحد من أهم الكتاب الصحفيين الشباب من وجهة نظري والذي تابعت كتابته في الفترة الأخيرة كلها فوجدت بها رؤية بعيدة المدى للأحداث وخبرة في تحليل الأمور وهو الأستاذ أحمد الطاهري، والآخر للكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة الوطن المصرية ومقدم برنامج "لازم نفهم" مجدي الجلاد، وهو الاسم الذي لا يحتاج مني لكثير من التعريف، فالأول كتب يقول " اجمد يا شعب محنة وهتعدي.. وهنبني بلدنا.. وطن نظيف بلا إخوان وخونة.. وطن بلا مخنثين الفكر والرأي وهؤلاء الذين لونوا صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بألوان الشذوذ وتضامنا مع أسيادهم في أمريكا ثم خرجوا بالأمس ليتحدثوا عن مصر وقدرة جيشها في مواجهة الإرهاب"، وهذه إحدى فقرات المقال الذي حمل في طياته الكثير من عوامل شحذ الهمم للشعب المصري ليستمر في المواجهة وعدم الاستسلام، وفي المقابل كان مقال الجلاد الذي كان آخر أجزاؤه " هل دخل (الصراع بينكما على الكرسي) إلى مرحلة (القتل البارد) .. القتل دون قانون أو محاسبة.. القتل بقاعدة (من وجد أخاه يقتله) .. إذا كان الأمر كذلك فعلى أي بلد تتشاجرون فالمنتصر سيحكم ( خرابة) أو هو سيكون رئيسا على شعب ( مهزوم) أو زعيما لقطيع من ( الصراصير) ..؟! اللهم بلغت .. اللهم فاشهد فلست مع القتلة من الجانبين ..أنا (صرصار) سيموت بلا ثمن وستشيعه ( الصراصير) بصفير الجبناء..!
 
كيف لكاتب من المفترض أن يكون له قدر كبير من المهنية جعلته يرأس تحرير جريدة مهمة أن يكتب مثل هذه العبارات؟ وكيف له أن يصف جيش بلاده الذي انتصر للشعب في مثل هذا اليوم من العام الماضي بالقتلة، على الرغم من أن حتى رجل الشارع البسيط يعلم من هم القتلة والخونة؟ وفوق هذا وذاك كيف له أن يصف الشعب المصري بال (صراصير) ؟ وإن كان يرى نفسه صرصاراً عديم الفائدة سيموت دهساً أو خنقاً في أي حال من الأحوال، لماذا لا يترك موقعه لمن يرى نفسه إنساناً قادرًا على خدمة مجتمعه ووطنه أكثر منه؟ أم أنه مازال لم يشبع من النجومية والأموال التي تترتب عليها؟ فالجميع على دراية بما يدره عليه موقعه كإعلامي من دخل شهري.

المقارنة بين المقالين تظهر لماذا يؤكد ويحرص سيادة الرئيس في كل لقاءاته على تواجد أهل الصحافة والإعلام من الشباب، لأن بهم من الطاقة والحماس الذي يمكن قاهرتي التي أحب من العودة لأمجادها ومحاربة وإبادة كل من يرى نفسه صرصارا في بلاطها، فمصر ليست بحاجة للصراصير!

 

 

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10681 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.