فى الصباح: مع كل نفس يخرج من جسدي ..شعرت وقلبى يعتصر ألما..استقيظت على نبضاته المتسارعة.. ويبدو أن الأمور تسوء عن السابق..بعد زوال المخدر….منذ تلك اللحظة سيكون مسكن لآلامى ..تخلي عني ..وقد وعدنى أنه يمنعنى عن البكاء . … يداى سليمتان وقدماى سليمتان أيضا… والحزن كامن بالقلب!
سيأتى اليوم الذى أنسى فيه, من سبب لك الوجع..حين يذهب عقلك الى الأبد..ويشيب شعر رأسك ..حين يسند جسدك المتهالك على عصا خشبية….وتتساقط الحروف من فمك.. محدقاً فى الشمس الساطعة.. لترى شبح الموت واقفاً أمامك..يعد لك أنفاسك الأخيرة..
عندئذ النسيان أصبح حقيقة.. فالموت ليس لديه ذاكرة يخبرك بها كيف مرت بي السنون؟ .. شىء واحد فقط من يستطيع أن يبلغك الأسرار اذا كنت ترغب فى معرفتها.. هو سريرى كلما تألمت عليه وبكيت ..يتحمل صراختى وبللت دموعى فلا يتذمر: بل يحمل عنى الوجع والفراق وأكاذيب الحب والفرحة اللحظيه وهو ليس بيده شئ فقط اختار أن يبقى صامتا…ولا استطيع أن أتركه.. فهو وحده الذي ألقي بنفسي فى أحضانه دون أن أشعر بالغربة..
من الانصاف أن نمهل أنفسنا للراحة…وننزوى فى أركاننا الخاصة …إلى أن نجنح الى السكينة ..فى الليلة الأخيرة…!