الخميس , 2 مايو 2024

وفاء أنور تكتب: ماسبيرو .. شاهد على العصر

= 5816

هذا العملاق الذي حمل لنا معه السعادة والرقي على مدار الأعوام السابقة والحالية . هذا الذي احتضن بداخله أعظم الشخصيات ، وأكثرها رقيًا ، وعطاءً للإنسانية .

إنه باقٍ يذكرنا بزمن المعجزات . إذ أن الذي يتمسك بفضائل نفسه حتى الآن ، ويقاوم كل تيارات الفوضى العارمة من حوله إنما هو يشبه ذلك العابد الذي قرر أن يبني محرابه وسط فوضى الأسواق دون رهبة منه ، أو خوف !

ألهمتمونا ، وأمتعتمونا ، وأعطيتم لنا من أوقاتكم مالم يعطه أحد لنا . اغترفتم من بحار ثقافاتكم شربة اعتدنا عليها فأصبحنا ننتظرها ، ونجلس في هدوء وسلام ، لنستمع ، ونشاهد ثم نشهد على مر سنوات عمرنا بأنكم من شكلتمونا ، وبأنكم من تمكنتم من وضع بذوركم بداخلنا ، وهاهى قد أثمرت فتميزنا بفضل صدقكم في قولكم ، وعملكم .
تعلمنا على يدي مريديكم كل أنواع العلوم ، والفنون ، والآداب .

هى كلمة حق أردت أن أعبر بها عن مدى احترامي ، وامتناني لكل جيلي الذي تابعكم ، ومازال يتابعكم .
شكرًا لكل إذاعي ، وإذاعية نقشا في وجداننا ملامح شخصياتنا . شكرًا لكل فنان محترم أطل علينا ، أو عبرت كلماته مسامعنا من خلال هذا الصرح العظيم .

شكرًا لمن قدموا لنا أعمالًا تحترم عقولنا ، وتحافظ على نقاء قلوبنا . شكرًا لكل من جسد ، وبعث فينا من جديد كل معاني الإنسانية التي تتعرض للاندثار من مجتمعنا يومًا بعد يوم !

نحن أبدًا لم ، ولن ننسى فضلكم علينا .
إن كنت أكتب الآن تلك الكلمات فاعلموا أنني قد استقيتها من فيض نبعكم ، وإن كنت عاجزة عن وصفي لكم ، فالتمسوا العذر لي ، واغفروا لي جرأتي إذ غامرت بالحديث عنكم ! فأي كلمات تكفي لوصف عظيم صنعكم ، وأي مفردات يمكنها أن توفيكم قدركم !

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 3591 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.