حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
مسقط – وكالات الانباء
تواصل وسائل الاعلام والصحافة العربية والعالمية والمنظمات الدولية الإشادة بسياسات ومواقف السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.
يتوالي نشر هذه التقارير الصحفية في توقيت يواكب الاستعداد للاحتفال فى سلطنة عمان بالعيد الوطنى.
السلطنة تنحاز دوماً إلى خيار البقاء خارج دائرة الضوء عند التعامل مع الأحداث والأزمات والقضايا المشتعلة
فى هذا الاطار تؤكد وسائل الاعلام العالمية ان سلطنة عُمان لا تتحرك في الفراغ. فعندما ينطلق القطار العماني يجب التطلّع إلى النافذة التي ستفتح في نهاية الطريق. فالتجربة أثبتت أنّ عمان لا تتكلم إلاّ عند الضرورة، ومعظم الملفات التي يُطلب من مسقط التدخل لحلّها أو التوسط فيها تصل سفنها في نهاية المطاف إلى برّ الأمان. فالوساطة كلمة مرادفة لدور السلطنة التي عندما تُشغّل محركاتها تبعث برسائل مهمة تلقى صداها عند الأطراف جميعاً بأنّ الطريق قد عُبد للمفاوضات والحلول. فهل فهم الجميع الخطوة العمانية؟ في ظل مشهد معقّد إقليمياً ودولياً وتشابك في الملفات والقضايا. لا يخفى على أحد أنّ السلطنة التي تميل إلى الوسطيّة والاعتدال وعدم التطرف، يعيش فيها أهلها في ظل التعدُّديّة والسلام، بالرغم من إحاطة بركان من النار والإرهاب بها. وكأنَّ الجميع فيها عزم على أن لا يُسجَّل اسمه في سجلّ حروب المنطقة المُستعرة، بل أن عمان حيّدت من لهيب هذه النار؛ لأنّ دورها تاريخيًا حاز ثقةً دولية وإقليمية بأنّها وسيط حلّ الخلافات بامتياز.
فإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء يمكن لنا أن نفهم ما سرّ تفرد وخصوصية سلطنة عمان التي أكدت على مر عقود على دورها كوسيط متكتم وفي الوقت ذاته فعال جداً. فنذكر محطات عديدة كان فيها للسلطنة دور بارز ومهم في حلّ العديد من الملفات والإسهام في تقديم طروحات للحلول ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، وإنما على الصعيد الدولي أيضاً ممّا يجعلها تستقطب دول العالم من خلال دورها المحوري الوسيط. كما أنها تتمتع بمكون جغرافي وعمق تاريخي مختلف عن أغلب دول المنطقة مما جعلها دولة متماسكة ومستقرة على مدى العقود الأربع المنصرمة. إلى جانب ذلك فإن حكومة السلطنة تنحاز دوماً إلى خيار البقاء خارج دائرة الضوء عند التعامل مع الأحداث والأزمات والقضايا المشتعلة وتفضل خيار العمل من خلف الستار.
ويمتدّ دور سلطنة عمان في الوساطة ليشمل شعاعها ملفات متنوعة الأحجام ويعود إلى سنوات ماضية. فقد حافظت السلطنة تاريخيّاً وبفضل موقفها غير المتطرف على الاتصال السياسيّ مع كل الأطراف الإقليمية والدولية. وعندما نقف أمام الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى نجد البصمات العمانية حاضرة حيث استضافت السلطنة لقاءات سرية بين أمريكا وإيران فتحت الطريق أمام المفاوضات العلنية بين طهران والدول الكبرى. وإذا أردنا إحصاء نتائج الدور العماني فاللائحة تطول. ولكن توقف المراقبون عند توقيت هذا التحرك وقال محلّلون: إنّ توقيع الاتفاق النووي كان التحوّل الذي شغّل محركات السلطنة ودفع بها للمضي في مساعيها الحميدة باتجاه حل باقي أزمات المنطقة.
