الخميس , 2 مايو 2024

وردة الحسيني تكتب: وعد بلفور وبجاحة ترامب

= 1311

أثبت ترامب ان أسلوب “البجاحة” الذي ابتدعه الاستعمار قبل عقود مازال قائما،حيث يتم اهداء ماليس مملوكا أصلا للغير ،ولاشك ان ابرز حلقات هذا المسلسل المؤسف ،كانت في الوعد الذي أطلقه الوزير البريطاني بلفور عام ١٩١٧،فقد قدم هدية مجانية بإنشاء دولة اسرائيل،وذلك فيما لا يملكة من الاراضي العربية وكانت هذه السرقة لاراضينا وغرس الكيان الاسرائيلي بالجسد العربي ايذانا بإندلاع الازمات المزمنة بالمنطقة ،،

واليوم يتكرر سيناريو مشابه بلمسات التاجر الامريكي الذي ينتهج هو الآخر سياسة “الفنجرة”من جيب غيره ،والتي بدأها بالاعتراف بكل وقاحة بالقدس كعاصمة لاسرائيل وتوجها بالاعتراف بسيادة اسرائيل علي الجولان العربي السوري المحتل! وامعانا في تصرفاته الاستعراضية المثيرة، أهدى ترامب، رئيس الوزراء الاسرائيلي ، القلم الذي وقع به هذا الاعتراف !

ولكي نتعرف علي تداعيات ذلك عن قرب يكفينا رصد ملامح النشوة التي ارتسمت علي وجه نتنياهو،وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية الامريكي باسرائيل ،وايضا أثناء توقيع ترامب لوثيقة الجولان والتي ارتسمت في خلفيتها علامات الانتصار ليس فقط علي وجه نتنياهو وانما وبذات القدر علي وجه اليهودي الصهر مهندس صفقة القرن “كوشنر”، ولاشك ان ادارة ترامب تصنف بهذه الافعال الداعمة لاسرائيل وسياستها الابتزازية للاموال والاراضي العربية ،بانها الاسوأ في تاريخ الادارات الامريكية..

فقد قام ترامب من وجهة نظره التجارية بتخليص القضية بخباثة فلماذا ننتظر مفاوضات الوضع النهائي هاهي القدس لاسرائيل والخطوات لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين متواصلة، وبالنسبة لباقي الاراضي العربية المحتلة والتي تآكل الكثير منها نتيجة البناء المتواصل للمستوطنات ،فلا توجد مشكلة فالجولان ايضا لاسرائيل!

واللافت انه منذ ايام قليلة مر ٤٠ عاما علي ابرام اتفاق السلام لمصر مع اسرائيل والذي حصلت مصر بناء عليه علي أراضيها،سيناء، المحتلة منذ ١٩٦٧بعد مفاوضات بنيت علي قوة نصر أكتوبر ،وكان من الممكن حدوث نفس الشيء لسوريا وفلسطين ،ولكن للاسف جري مقاطعة مصر ،صحيح لن يفيدنا البكاء علي اللبن المسكوب، ولكن حالنا العربي حاليا يدفعنا لذلك،فدول مهمة تعاني من توترات خطيرة ،والتقارب مستمر لدول اخري مع اسرائيل مقابل لاشيء، والنتيجة تمادي ترامب في مواقفه المتطرفة،

أخيرا ..نتساءل عما ستحمله الأيام المقبلة من مفاجآت جديدة مع واقع عدم احترام الادارة الامريكية لكافة قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية ،وإعطائها لاسرائيل الضوء الاخضر في فعل اي شيء وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في ارضه وحياته وتوجية ضربات عسكرية بسوريا وفلسطين ونتساءل :أما آن الاوان لاتخاذ مواقف عربية ودولية مؤثرة تجاه هذه التطورات..نتمني!!

————-

Wardaelhusini@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10301 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.