—
بذلت مصر الكثير من الجهود لتوطيد علاقاتها الافريقية خاصة بدعمها لحركات التحرر والاستقلال بالقارة السمراء، وتوج هذا بعلاقات ذهبية مميزة بفترة الستينات مع العواصم الافريقية..هذا الزخم بالعلاقات تم اهداره تدريجيا علي مدي العقود التالية..
فلم يعد الاهتمام بإفريقيا كما كان، وهذا ما شعر به أشقاؤنا علي الفور، وعبر عنه بشكل مباشر الرئيس الأوغندي موسيڤني عام ٢٠١٠خلال القمة الافريقية التي لم تشارك فيها القيادة المصرية انذاك،فقال ان القاهرة تتعامل مع افريقيا كالبقرة تريد ان تحلبها دون اطعامها!
وانعكس هذا الفتور بتباعد وخلافات حتي مع دول حوض النيل حول شريان حياتنا “نهر النيل” ،ولا شك ان اهم المنعطفات كانت بعد ثورة يونيو ٢٠١٣ بصدور قرار تعليق أنشطة مصر بالاتحاد الافريقي..وهو ما مثل صدمة للبعض آنذاك متسائلين : كيف يتم التعامل بهذا الاسلوب مع مصر،أبرز الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية ،متناسين هذه السنوات من التباعد وتراكم قضايا سوء الفهم والنوايا.
ومما لا شك فيه ان مصر بعد يونيو عملت علي استعادة دورها الطبيعي في قارتها التي تمثل لها الانتماء وصمام الامان،وحرص الرئيس السيسي علي المشاركة بنفسه بكافة القمم الافريقية وعلي تبادل الزيارات مع الزعماء الافارقة ،كما وقفت مصر مع القضايا الافريقية خلال عضويتها بمجلس الامن الدولي ،وسعت ايضا من خلال الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية علي مد الكوادر الافريقية بالخبرة والدعم وفق احتياجاتهم وامكانياتنا..
أخيرا الرئاسة المصرية المقبلة للاتحاد الافريقي فرصة لإنطلاقة افريقية من نوع جديد يجب ان تكون دائمة ..فافريقيا لم تعد كما كانت فهناك تنافس من جانب حتي الدول الكبري للاستفادة من الفرص المتاحة بها ..
ولذلك يظل الأهم هو استمرار العمل علي ما تم انجازه وبناء المصالح المشتركة والثقة المتبادلة وكذلك امتداد الاهتمام بافريقيا بحيث لا يقتصر علي مستوي القيادة فقط بل كل المستويات كالقطاع الخاص وايضا التقارب مع الشعوب الافريقية.
——-
Wardaelhusini@gmail.com