ما تزال علامات الإستفهام مطروحه وبشده حول بعض المواقف والأدوار الغامضة من دول وأطراف تجاه الأحداث التي شهدتها منطقتنا العربية وأسفرت عن تفتت دول كبري بها وإنتشار موجات من عدم الإستقرار والإرهاب الداعشي علي نحو واسع وخطير.
ومن أبرز من دارت حولهم تلك العلامات "برنار ليفي"، والذي تجدد الحديث عنه مؤخرا من خلال وجهة نظر قدمتها وزيرة سابقة بالحكومة الإنتقالية بليبيا عام ٢٠١٢ ،حيث وجدت من الإبتعاد عن السلطة مناسبة لمراجعة وثائق وأوراق هذه المرحلة الصعبة من تاريخ بلادها.
وتفحصت خلال ذلك أدوار بعض الشخصيات وعددا من الصور، ومن خلال ذلك البحث لفت إنتباهها تكرار شخصية برنار ليفي، حيث كان أكثر حرصا من الليبيين أنفسهم علي التواجد بكل الساحات الليبية مدنية وعسكرية وسياسية !
يبقي أن نعرف أن ليفي ولد لأسرة يهودية بالجزائر وعاش بفرنسا، وعرف عنه بأنه عرّاب الربيع العربي، وكان من أكبر الداعين للتدخل الدولي في دارفور بالسودان، كما كان من دعاه التدخل العسكري بسوريا، ورأي أن التدخل في العالم الثالث بدواعي إنسانية ليس مؤامرة إمبريالية بل أمر مشروع !
أخيرا يبدو أن بعضنا قد تعود وتعايش مع هذه الأدوار الغامضة التي تحاك بحياته ومستقبله، والتي تتعلق بأجندات عالمية هدفها ما نلمسه حاليا من تشتت وصراعات، بل وينقاد نحو تأييد تلك الأدوار، بالرغم من أنه كان من المفترض أن يتعلم من دروس التاريخ ، فما قام به ليفي يتشابه بدرجة أو بأخري بما نفذه "توماس إدوارد لورنس" أو لورانس العرب في المنطقه العربية إبان الدولة العثمانية من حيث خدمته لخطط قوي كبري .
أخيرا قد يكون ذلك راجعا لحسن النوايا والتي لا تصلح أبدا في عالم السياسة، وربما للغباء السياسي وإلا فلماذا الإنقياد مرات ومرات وراء من هم أداة تنفيذية لأجندات تضر بمصالحنا وتنال من تواجدنا..ولا نملك في النهايه سوي البكاء علي اللبن المسكوب!
—————
* نائب رئيس تحرير أخبار اليوم
Wardaelhusini@gmail.com