الزمالك من أهم وأعرق الأحياء بالقاهره، ولعل هذا ما دفع العديد من الدول لإختيار تلك الجزيرة النيلية كمكان لبعثاتها الدبلوماسية ومقرات لإقامة سفرائها.
ولا ننسي أيضا أنه بالزمالك عاش العديد من الرموز والفنانين العظماء كمحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وإسماعيل يس وسعاد حسني ومحمود المليجي..
وخلال الفترة الماضية تطورت الإجراءات التأمينية لبعض السفارات، حتي أصبحت لا تقتصر فقط علي إغلاق الشوارع المحيطة بها، كما هو الحال بالنسبة للسفارتين الأمريكية والبريطانية بجاردن سيتي، وإنما وضع ألواح خرسانية عالية متلاصقة حول أبنية هذه السفارات..
والبدايات كانت مع سفارة ألمانيا، ومؤخرا سفارة الصين حيث امتدت هذه الألواح لجانبي الشارع الموجودة به، والنتيجة تشويهه تماما نظرا لشغلها لمساحة كبيرة به.
وهنا لابد من الإشارة لما قاله سفير سابق لاحدي الدول الاوربية حينما سئل عن رأيه عن الأمن بمصر، فقال: انظروا للألواح الخرسانية خارج السفارة لتعرفوا الإجابة!
وبغض النظر عن من صاحب هذا القرار وهل تم بناء علي طلب من بعض البعثات الدبلوماسيه، إلا أنه من الواضح ان هذا الشكل التأميني يشوه جمال المكان ويضيق مساحة عدد من الشوارع المهمة، كما يحد من حرية سكانه..
وأخيرا ومع تفهمنا لأهمية تأمين السفارات وأن ذلك التزام دولي، إلا أنه من الواضح ان هذه الألواح الخرسانية التي تحيط بالأماكن المهمة أصبحت موضه، ومتوقع ان تمتد لبقية السفارات من باب »اشمعني إحنا».
وهنا نتساءل:هل هذا الوضع الخرساني القبيح موجود في الخارج؟ ومن يتحمل التكلفة؟ وهل لا توجد وسائل أخري أكثر جدوي وفائدة وتطورا وأقل تكلفة من هذا النوع البديهي من التأمين، كما هو الحال في الكثير من دول العالم؟
فهذا لايحقق الأمن بقدر ما يعطي صورة زائفة عن وجود تهديدات أمنية وحينما يراها السائح سيزداد خوفا لا إقبالا علي زيارة مصر.