الخميس , 2 مايو 2024

وردة الحسينى تكتب: «همّا صحيح فينهم»؟!

= 1512

Warda Hosainy


واقع متناقض تعيشه بلداننا فبالرغم مما تعانيه من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة إلا أن نسبة كبيرة من ثرواتها الطبيعية يهدر عائدها لأسباب أهمها استحواذ فئة محدودة عليها، والتي تجني ثمارها، كما أنه كثيرا ما ينتمي لدولنا أغني أغنياء العالم، والذين لا يقومون عادة بدورهم للمساهمة في رفع جزء من معاناة شعوبهم، من خلال تخصيص نسبة محدودة من ثرواتهم التي حققوها من موارد شعوبهم، لمشروعات تنموية تخرج  بلدهم من دائرة تلقي المساعدات من أطراف إن قدمت اليوم لن تقدم غدا، ناهيك عن تعرضها  «للمعايره»وهو موقف غاية بالصعوبة خاصة وان كان الطرف المتلقي دولة ذات حضارة، صاحبة فضل علي الكثيرين وقيمتها الفعلية تتجاوز من يحيطون بها مهما امتلكوا من ثروات.. ولا نقول للأغنياء أبدا تخلوا عن ثرواتكم، ولا نقول لا تنفقوا نسبة كبيرة منها علي مظاهرالتباهي والبذخ، ولكن نكتفي بالقول : تذكروا مسئوليتكم تجاه بلادكم وخاصة في الظروف الدقيقة التي تمر بها.

وكثيرا ما تعري هؤلاء المجلات الغربية كمجلة «فوربس» الأمريكية والتي نشرت بأحد تقاريرها أنه  من أغني 40 بالعالم  إثنان فقط من أمريكا، والتي كان من المفترض ان تستحوذ نسبة كبيرة منهاعلي هذه القائمة، والباقي أغلبهم من دول تعاني من ظروف إقتصادية صعبة ومنها مصر.. ومن هذا المنطلق فلا شك ان الدعوة التي أثيرت مؤخرا لتذكير هؤلاء بدورهم كأغنياء تجاه الفقراء أمر مهم، ولكن علي من يقود ويطلق مثل هذه الدعوات من إعلاميينا، أن يبدأ بنفسه ليقدم المثل والقدوة، فلم يعد خافيا ما يتقاضونه من الملايين، وفي ذات الوقت يتظاهر بعضهم بالشعور بالفقير ومعاناته!

مشكلتنا أننا ما زلنا نعتمد علي سياسة الشماعات بحياتنا والتي نعلق عليها أخطاء الآخرين في حين ننكرونتجاهل أخطاءنا، ومسئوليتنا تجاه مجتمعنا كما نتناسي عيوبنا وننظر فقط لعيوب الآخرين..لابد ان يتعامل الجميع  بشفافية ومساواة، فمصر تحتاج لكل مصري ومساعدتها للخروج من أزمتها ومواجهة البطالة والفقر وتقوية شبابها سيعود علي الجميع بالنفع  فمصلحتنا جميعا في مصر قوية غنية قادرة وواقفة علي قدميها، وليست متكئه، ولو لفترة محدودة، علي أي من كان.

——-

Wardaelhusini@yahoo.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 10214 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.