ليس من قبيل المبالغة القول بأنه لا غني لمصر عن السودان أو السودان عن مصر، فالبلدان كيان واحد ويربطهما مصير مشترك قوامه شريان الحياة نهر النيل.
وكثيرا ما استشعرت مصر معاناة السودان وأزماته وخاصة تلك التي أدت لإنفصال جنوبه في عام ٢٠١١،، كما أن التاريخ يؤكد بالوثائق وبما لا لبس فيه بأن السودان كان قطعة من مصر، وكان ملكها يلقب بملك مصر والسودان.
والغريب أنه كلما حدث تقدما في اطار تعزيز العلاقات الثنائية وبما يحقق مصلحة شعبي وادي النيل، يتم إثارة قضايا خلافية، وهو ما قد يجيء وفق ضغوط داخلية أو تأثيرات خارجية.
وأحدثها ما أثير مؤخرابعد الزيارة الناجحة للرئيس عمر البشير للقاهرة والتي شهدت عقد اللجنة المشتركة بين البلدين للمرة الأولي علي مستوي الرئيسين السيسي والبشير، وتوقيع العديد من إتفاقيات التعاون خلالها، وتلاها مباشرة مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الحوار الوطني السوداني بالخرطوم،
فقد كشفت الخارجية السودانية عن تجديدها لشكوي تبعية مثلث حلايب وشلاتين للسودان، والبالغ مساحته حوالي ٢٠ كيلو متر مربع، وذلك لدي مجلس الأمن الدولي ودعم تلك الشكوي بشكوي اضافية حول الخطوات التي تقوم بها القاهرة في اطار «تمصير»المثلث المحتل، علي حد قوله!
نعلم جميعا حجم الأزمات التي يعاني منها السودان والناجمة عن قضايا داخلية وأوضاع متوترة مع جنوب السودان، والتي تزيد مساحتها عن ٦٠٠ ألف كيلومتر مربع و إنفصلت عن السودان وفق استفتاء شعبي لتقرير المصير وافقت عليه حكومة السودان..ونعترف بالفعل بأنه كانت هناك، ومازال سلبيات كما كان هناك تقصير تجاه الشقيقة السودان ولكن تظل المسئولية متبادلة.
إعلاء ودعم العلاقات الطبيعية بين مصر والسودان وإزالة أية خلافات بينهما والنأي بما يجمعهما، وهو كثير جدا، عن سياسة التغطية علي الأوضاع الداخليه، ليس فقط لمصلحة البلدين وشعبيهما وإنما لصالح العرب جميعا..ويكفي القول بان تعاون مصر والسودان في مجال الزراعة فقط يمكن ان يوفر الأمن الغذائي للعالم العربي بأكمله وذلك من خلال العمالة والخبرة المصرية والأرض الخصبة بالسودان.
———–
Wardaelhusini@yahoo.com