الإثنين , 29 أبريل 2024

هكذا نهدم بيوتنا (1 من 5)

= 4401

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

حين نتأمل لماذا تحدث الخلافات بين الزوجين بعد أن بدءا حياتهما بحب و مودة ورحمة وتفاهم واضح؟!
نجد أنَّ هناك العديد من الأمور التي باستمرارها تتحول إلى معاول لهدم جسور الحب والمودة بينهما ، فنجد مشاعر الحب في انخفاض مستمر، ويتبع ذلك غياب الوئام والتفاهم ليحل محلهما النزاع والشقاق، بل قد تتطور الأمور حتى تصل الى الانفصال وتلك كارثه خصوصا فى وجود أطفال..

لذلك سنتحدث فى سلسلة المقالات تلك عن الاشياء التى يمكن أن تكون سبباً فى الازعاج والمشاكل والخلافات بين الزوجين ، لذلك سنوضحها هنا وعلى الزوجين أن يبتعدوا عنها تماماً . و فى مقالنا الاول من تلك السلسله نقول :

1/ التركيز على العيوب وإغفال المزايا

بعض الأزواج يسلطون الضوء على عيوب ونقائص الطرف الآخر، ويعملون دائمًا على إبراز هذه العيوب وتضخيمها، وفي نفس الوقت يُغفلون ما يتحلى به هذا الطرف الآخر من إيجابيات ومزايا عديدة، وهذا بدوره يبني جسورًا من الجفاء والنفور بين الزوجين ولذا ينبغي على الزوجين أن يهتما ويبحثا عما في الطرف الآخر من مزايا وإيجابيات، ويعملا على إبرازها وتنميتها، والانطلاق من خلالها لمعالجة جوانب القصور لدى الطرف الآخر ، فلا تنظر اليه من زاوية واحدة ولكن عليك أن تنظر الى الصورة كاملة ، ثم حين تتحدث عن عيوبه تحدث معه برفق وحب ، وأحرص ان يفهم الطرف الاخر أن حديثك هذا ليس من باب النقد ولكن من باب أن تتحسن حياتكم الزوجية ، أجعله يدرك أن حديثك عن العيوب ليس لتصغيره او تعمد إهانته ، وإنما بدافع الحب الذى جعلك تسعى لمساعدته على تخطى تلك العيوب والنواقص . أجعله يشعر أن تلك العيوب ورغم وجودها لا تمثل لك ازعاج شديد ولا تقلل من قيمته لديك وحبك له ، ولكن لا مانع أن نساعد بعضنا البعض لنصل الى صورة أفضل وأجمل ، وعليكم أن تعرفوا قاعده مهمه للغاية وهى إنه علينا أن نعلن للطرف الاخر إننا نرفض السلوك الذى يقوم به ولا نرفضه هو كشخص ( انا رافضه إنك تكلمنى بصوت عالى .. رافضه هذا السلوك .. لكن أنت كشخص مقبول جدا لى ) وهكذا .

2/ عقد المقارنات

بعض الأزواج يعمدون بطريقة شعورية أو لا شعورية إلى عقد مقارنات بين أزواجهم وبين أناس آخرين، من زملاء أو زميلات العمل، أو من الأقارب أو غير ذلك، وهذا بدوره يؤدي إلى وجود مشاعر سلبية لدى الطرفين، فمن ناحية يَشعر الطرف الذي يُقارن بمشاعر عدم الرضا تجاه الطرف الآخر، ومن ناحية أخرى تؤدي هذه المقارنة إلى جرح عميق في مشاعر الطرف الآخر، وطعنًا في كرامته.

فعلى الزوجين أن يبتعدا عن عقد هذه المقارنات، وأن يتحليا بالرضا والواقعية، وأن يستحضرا دائمًا أن لكل إنسان مزاياه وعيوبه وإلا لما كان من البشر ، وعلى الطرف الذى يقوم بالمقارنة أن يعلم أن ما راه من ميزة فى السيدة الفلانية هذا صحيح ولكنه لم يرى عيوبها وربما إن رأى لفر منها وحمد الله على زوجته التى بين يديه.

مثال … زميلتك فى العمل يعجبك نشاطها وتركيزها ولياقتها الذهنية وهذا لا تلمسه فى زوجتك، واقول لك أن الطب النفسى قد أشار أن هناك من لديهم فى نمط شخصيتهم جانب الاستشعار بالمسئوليه مرتفع، لذلك ترى زميلتك بهذا الشكل الايجابى والمميز من وجهة نظرك وهو أمر إيجابى بالفعل، ولكنك لم تر الجوانب الاخرى فى شخصيتها، لذلك تأكد انها لو معك فى البيت ستجد عندها إخفاق فى جوانب اخرى مثل التعلق والحميمية، مثل إكرام أهلك حين يزوروك مثلاً ، ألخ ألخ.

ثم عليك أن تعلم وعليك ان تعلمى أن كل شخص له أسلوبه الخاص ونمطه الخاص فلا تسحب ما تراه فى زميلتك مثلا على زوجتك وهكذا العكس ، فالمقارنة هنا ليست عادلة، ثم إنك ترى زميلتك هذه فى لقطة واحدة وهى لقطة العمل ولا ترى المشهد كاملا، لا شك إنها ستأتى الى العمل بصورة فيها شئ من الاهتمام وكذا ، ولكن زوجتك أو زوجك تراها أو ترينه فى كل اللقطات ، لذلك مرة أخرى أقول لا داعى لتلك المقارنات لأنها ليست عادلة ولأن كل شخص له نمطه الخاص وله عيوب كما فيه مميزات.

حفظ الله بيوتنا واسرنا … حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وازهراً.

————————————-

* مدرب معتمد علاقات أسرية وزوجية

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 1008 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.