الإثنين , 29 أبريل 2024

هبه عمر تكتب: ثقافة عنصرية!

= 1924

 Heba Omar


كانت الثقافة المصرية تميل الي التسامح والعفو عند المقدرة، وظل تعبير «المسامح كريم» متداولا علي الألسنة ومستقرا في العقل الجمعي لمعظم الناس حتي سنوات مضت، ومع صعود موجات من «تجميل» الفساد في مختلف نواحي الحياة وتبرير أسبابه، هبطت قيم أخلاقيه وإنسانية وتوارت مفردات كانت مقدسة بحكم العرف والتقاليد، مثل احترام الكبير ،ومراعاة مشاعر الآخرين، واحترام الرأي الآخر، والتماس الأعذار، وحفظ الحقوق، وشهادة الحق، وصون اللسان عن الخوض في الأعراض، وتقدير قيمة العمل، وغيرها من معالم الشخصية المصرية.

 وحين لم يعد للمعلم احترامه، ولم يوف المسئول التزامه، ولم تعد الخبرة ولا الجهد لهما نفس التقدير في كثير من أماكن العمل، ولم يعد الانتماء والتفاني من الصفات المطلوبة دائما في اختيار من يتولون المسئولية بقدر العلاقات الشخصية والعلاقات العامة، وانشغل الناس بالقنوات التلفزيونية والمحمول وصراعهما المحموم علي اجتذاب أكبر عدد من المستهلكين بكل طرق الدعاية الممكنة ، لذلك كان طبيعيا أن يكون نتاج هذا كله هو مانلمسه في واقعنا من تغير جوهري في سمات المصريين – إلا من رحمهم الله –

 وظهور حالة من الفجر في الخصومة عند كل اختلاف في الرأي أو الاجتهاد، وزيادة الميل الي العنصرية في كل شيء وتقسيم الناس الي فئات طوال الوقت، بين مسلم ومسيحي، وثوري وفلول، ومؤمن وكافر، واعتقاد البعض – من أصحاب الذات المتضخمة – أن بإمكانهم التصرف كما يحلو لهم دون حسيب أو رقيب، مادام بالفعل لا أحد يحاسب أحدا علي نتائج عمله ولا يوجد تقييم لمدي النجاح في تحقيق الأهداف!

الشواهد علي هذا واضحة للعيان في الأجهزة المحلية ،وفي مصالح حكومية تتعامل مع المواطنين باستعلاء وعجرفة، وفي مسئول هنا أو هناك لا يتحمل النقد، وفي مؤسسات تتبع الدولة وكل منها يعمل في واد بعيدا عن الآخر، فلا يشعر أحد بما يتم انجازه.

وأخيرا في تصرفات بعض المسئولين الخالية من اللياقة وآداب التعامل مع المرؤوسين وهو مافعله للأسف وزير مسئول عن الثقافة أراد «تلطيف الأجواء» خلال زيارة رسمية لمتحف بالاسكندرية فقام بالسخرية من أمينة المتحف بسبب وزنها وضحك مرافقوه بالطبع لمجاملة سيادته!  

الثقافة المصرية تحتاج الي إعادة إعمار لدعم سمات أصيلة كادت أن تختفي .

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 7834 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.