• قد يبدو مناسبا أن تعلن الدولة يوم 6 أغسطس 2015 أجازة رسمية للاحتفال بانجاز عظيم يستطيع متابعته كل المصريين ليفرحوا بجد بعد أن خيمت عليهم الكآبة لسنوات.
كما أن الأجازة ستيسر بالتأكيد عملية تأمين البلاد وحماية المنشآت الحيوية بالحيلولة دون تكدس المواطنين بالشوارع والميادين. ولكني لاأعتقد أن هذا اليوم التاريخي يمكن أن يتحول لأجازة سنوية تضاف لرصيد مهول من الأجازات تعد من أعلي النسب علي مستوي العالم.
هذا اليوم لابد أن يصبح رمزا للانجاز ولقدرة المصريين علي التحدي بل وموعدا يعلن فيه سنويا الانتهاء من مشروع ضخم أو تحقيق طفرة في موقع ما.. نريده يوم عمل متميز يرصد نقلة نوعية في حياتنا وليس يوم راحة وخمول.. تكفينا عقود طويلة لم نعرف فيها معني الانجاز الحقيقي فنجاحاتنا الماضية كانت تستغرق سنوات ما بين خطط خمسية وعشرينية.
• أتمني أن نستلهم روح الانجاز من مشروع قناة السويس الجديدة، فيحدد المسئولون في كل وزارة وهيئة في مصر خطة محكمة تتوافر لها جميع عوامل النجاح والبدائل لتذليل جميع العقبات ليتم تنفيذها في مدة زمنية محددة.
ليس المهم أن يكون الانجاز ضخما ولكن يكفي أن يكون مرحليا تستتبعه انجازات متلاحقة يستشعرها المواطن، نحتاج لروح الاصرار والتحدي التي أنجزت مشروع القناة في توقيت أبهر العالم. لابد أن ننفض عن أنفسنا حالة الترهل واللامبالاة والتواكل علي الآخرين وأن نقضي علي ثقافة "فوت علينا بكره" اذا كنا نحلم فعلا بمصر جديدة مستقرة لأبنائنا وأحفادنا.
• علي المستوي الشخصي أري أن فرحة المواطن بالانجاز العظيم لابد أن تجعله يعيد التفكير في أسلوب حياته.. فليكن فخره بالحلم الذي تحقق وساهم فيه سواء بأموال بسيطة أو مشاركة حقيقية حسب طبيعة عمله أوحتي وجدانية بمتابعة تطورات المشروع والدعاء لمصر، ليكن ذلك دافعا له لتحديد أهدافه بشكل واضح وووضع خطة لتنفيذها وتحقيق النجاح.. نعم، أنت أيضا تستطيع.