الأربعاء , 8 مايو 2024

نهال شاهين تكتب: عن الصداقة سألوني..!

= 1592

Nehal Gamal 1


يتساءل كثيرون عن أهمية الصداقة في هذا الزمان، فالبعض يرى إن الصداقة الحقيقية في طريقها إلى الزوال في عصر يتميز بالماديات والضغوط المختلفة، وآخرون يتساءلون عن كيفية إقامة صداقة وثيقة في زمن أصبح من الصعب العثور فيه على صديق مخلص، وعن كيفية التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة.

علماء النفس والاجتماع يؤكدون أن أبناء المجتمعات العصرية أصبحوا في حاجة ماسة إلى تأسيس صداقة أساسها العاطفة الصادقة والتوافق وتقارب وجهات النظر والاهتمامات, وتجنب العلاقات التي تحكمها المصالح المتبادلة أو مصلحة من طرف واحد، فالكثيرين منا يحتاجون بين حين وآخر إلى شخص يستطيعون أن يرووا له قصة حياتهم بالتفصيل دون الإحساس بالحرج ويحتاجون لشخص يثقون به ولا يخجلون من مناقشة أدق أمورهم ومشكلاتهم الخاصة معه.

ولعله من الخطأ الاستسلام لفكرة عدم وجود صداقة حقيقية أو أنها عملة نادرة في طريقها للزوال بل على الشخص القيام بمحاولات جادة لإقامة صداقة على أساس سليم, ولكن كيف نختار الظروف المناسبة لإقامة الصداقة وضمان استمرارها؟

إن أول أسس الصداقة هي أن يكون الشخص صادقا مع نفسه، ومع الآخرين، وقادرا على تفهم جوانب وأبعاد شخصيته, فالأشخاص غير القادرين على تفهم أنفسهم، وتقبل جوانب النقص فيهم، لا يستطيعون إقامة صداقات سليمة مع الآخرين.

ولابد من التفرقة بين الصداقة الحقيقية وصداقة المنفعة والعلاقات العابرة, فهناك أشخاصا نمضي معهم أوقاتا سعيدة أثناء الخروج إلى نزهة أو نشاط معين معا، وعند انقضاء النزهة أو زوال السبب في المشاركة تصبح الصحبة غير محتملة، يصعب خلالها تبادل الأفكار أو إجراء حوار شخصي, فلا يمكن اعتبارهم اصدقاء حقيقيين.

فالصديق الحقيقي هو الذي يبقى قريبا من النفس رغم كثرة مشاغل الطرفين، فتجده إلى جوارك، أوقات المحن المادية والاجتماعية حتى لو اختلفت وجهة نظر الصديقين في قضية عامة أو مذهب سياسي. وهنا يؤكد علماء النفس أن القدرة على إقامة صداقات وقوتها لا تعتمد على سن الشخص أو طول مدة الصداقة.

وقد يفضل بعض الأشخاص تجنب الصداقات خوفا من المشكلات المترتبة على فشلها والاضطرار لمواجهة الآلام والإحساس بخيبة الأمل أو لاعتقادهم بأن الصداقة الكاملة مستحيلة, ومثل هؤلاء الأشخاص يفرضون على أنفسهم عزلة اختيارية، فهم يرفضون اقامه علاقات وصداقات خوفا من فشلها او خوفهم من عدم التعامل معها بطريقة صحيحه ويخسرون تلك العلاقات ولا يعرفون قيمتها.

شاهد أيضاً

ياسر عامر يكتب: “يا باشا كل سنة وأنت طيب”!

عدد المشاهدات = 2110بعد ما ولي الشهر الكريم وكلنا الكعك والبسكويت والرنجة ومر علينا العيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.