الأربعاء , 8 مايو 2024

هبة عمر تكتب: علي الطريق

= 1302

 

Heba Omar
 
أيام قليلة ويبدأ عام دراسي جديد ويعود الزحام والتكدس إلي كل الطرق مع عودة الدراسة،  وأخشي أن تعود الفوضي إلي الشوارع والطرق الحيوية مع عجزها عن تحمل الضغوط المتوقعة، وهو مايتطلب استعدادا جادا من الحكومه لمواجهة حالة الاختناق المعتادة في ذلك الوقت.

ذكرت دراسة أجراها المعهد القومي للنقل أن الزحام المروري في القاهرة وحدها يتسبب في خسائر سنوية للدولة تقدر بحوالي 50 مليار جنيه  تشمل تكاليف الوقود والآثار الصحية الناتجة من سوء نوعية الهواء والحوادث، بجانب التأخير في الانتقال والوصول، و أن مشكلة الازدحام المروري في القاهرة تنتقل من سيئ إلي أسوأ، ففي حالة القيام برحلة في ساعات الذروة يجب علي المرء أن يتوقع قضاء ضعفي الوقت المعتاد علي الأقل، كما يجب علي المرء أن يأخذ في الحسبان وقتا إضافيا لمواجهة حالات التأخير غير المتوقعة المتكررة، سواء بسبب حوادث الطريق أو عمليات التفتيش الأمنية أو تعطل المركبات. 

ويتراوح متوسط السرعة علي الطرق الرئيسية في القاهرة  بين 15 و40 كيلو مترا في الساعة، رغم أن السرعات المتوقعة في المعتاد تتراوح بين 60 إلي 80 كيلو مترا في الساعة، بل إن السرعة علي بعض الطرق الفرعية وسط القاهرة أسوأ من ذلك، الأمر الذي يجعل في بعض الأحيان من الأسرع القيام بالرحلات القصيرة سيرا علي الأقدام.

وحددت أسباب التكدس المروري بالقاهرة و منها أن دعم الوقود يجعل سعر البنزين والديزل رخيصا مما يشجع علي شراء وزيادة عدد السيارات الخاصة علي الطرق، كذلك نطاق تغطية المترو محدود جدا بالنسبة لمدينة القاهرة، كما أن سيارات النقل الجماعي قليلة ومتهالكة، ولا تتمتع بالأمان والنظافة والقدرة علي تحميل الركاب وإنزالهم بسهولة وسرعة، وأماكن عبور المشاة علي الطرق قليلة وغالبا ما يسدها الباعة الجائلون، كما أن إشارات المرور الضوئية وتقاطعات الطرق قليلة ومنعطفات الدوران تدار بشكل سيئ وحركة المرور بطيئة للغاية، إلي جانب سلوكيات السائقين وسوء تنفيذ القانون و الاستخفاف العام بقواعد المرور، والسيطرة التامة لسائقي التوك توك والميكروباص علي مناطق بعينها.

الحلول المطلوبة طبقا لهذه الدراسة تتلخص في  تحسين إدارة المرور واستخدام الإشارات الضوئية للمرور في التقاطعات، وإنشاء جراجات لوقوف السيارات، وتوفير الأماكن المناسبة لتحرك المشاة مثل الأرصفة وأماكن عبور الطرق وهو ما سيقلل من الحوادث وتعطيل المرور، كذلك تحسين القواعد التنظيمية الخاصة بالمركبات والسائقين، وتطبيق قواعد المرور ووقوف السيارات بحسم، وإنشاء مواقف لسيارات الأجرة والميكروباص وتنظيم المسارات والمناطق التي تخدمها هذه المركبات. 

وعلي المدي الطويل يتطلب الأمر توسيع شبكة النقل العام ومراجعة تعريفة استخدام وسائل النقل، وتوفير مساحات كافية للطرق ووسائل مناسبة للنقل العام لتوفير استخدام السيارات الخاصة  وتقليل الزحام. الأزمة الدائمة  في الشوارع والطرق وحالة الزحام والتكدس والفوضي في كل الأوقات والمناسبات لا تحتاج إلي التعامل معها بنفس الفكر القديم والعقل الوظيفي الذي يبحث عن حلول مؤقتة، فيغلق طريق أو يغير اتجاهه فجأة، أو يضع حواجز ويقيم حوائط خرسانية، ولكنها تحتاج إلي خطة شاملة يضعها متخصصون وعلماء وتنفذ علي مدي سنوات بدقة، لحل معضلة طرق العاصمة وكل المدن في مصر.

————

hebaomar55@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: وداع يليق بإنسان جميل

عدد المشاهدات = 1008 صدق المبدع مرسى جميل عزيز عندما قال : على طول الحياة.. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.