الإثنين , 29 أبريل 2024

هبة عمر تكتب: ترامب وهتلر و«الفتوه»!

= 1507

قاد هتلر العالم إلي حرب عالمية دمرت دولا وشردت ملايين البشر ليثبت قوته النازية وقدرته علي فرض السيطرة وبسط النفوذ، وإعلان تفوق الجنس »الآري»‬ من ذوي الدماء الألمانية الخالصة، وهو نفس منطق أسطورة شعب الله المختار التي روجها اليهود وترتكز علي احتقار الشعوب الأخري ورفض الاندماج معها، باعتبارهم أغرابا مسخرين لخدمة الشعب المختار.

وإن كان هتلر قد فرض أفكاره النازية بالقوة العسكرية والعنصرية ،مجسدا دور »‬الفتوة» الذي يهاب الجميع قوته، كما في روايات نجيب محفوظ ،فإن اليهود فرضوا أفكارهم بقوة التغلغل في الحياة السياسية والاقتصادية والسيطرة علي مواقع اتخاذ القرار، وأصبح مجرد الاختلاف مع أفكارهم أو نقدها تهمه ابتدعوها اسمها »‬معاداة السامية»، ورغم ذلك يدعي الرئيس الأمريكي أن إسرائيل ،التي تروع المصلين في ساحات المسجد الأقصي، وتقيم الجدران العازلة والمستوطنات، وترعي الفصل العنصري بين المواطنين تبعا للدين، وتغتصب أراضي أصحاب الأرض الأصليين، هي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط!

ترامب كما يبدو معجبا بنموذج »‬الفتوة» ويظن بخبرته السياسية المحدودة أنه يحرك عملية السلام بالقوة، وأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل كان يحتاج فقط إلي الشجاعة وليس الحكمة ولا العدل ،ولأنه يتعامل بهذا المنطق المنحاز بشدة لجانب واحد ،لم يهتم كثيرا بتصحيح الأخطاء التاريخية التي حفل بها خطابه، مثل إعلانه أن القدس عاصمة إسرائيل منذ تأسيسها عام ١٩٤٨ وهو ما ينافي حقيقة أن إسرائيل احتلت ٦٦% فقط من القدس عام ١٩٤٨ وأسمته القدس الغربية، واحتلت الجزء الباقي عام ١٩٦٧، ولم يخجل من إدعاء أن شعب إسرائيل بني القدس وهيكل سليمان قبل عشرة آلاف عام، وهو ما فشلت الحفريات التي تقوم بها إسرائيل في محيط المسجد الأقصي علي مدي أكثر من خمسين عاما من إثبات صحته، كما فشلت كل الخرافات الإسرائيلية في انتزاع الهوية العربية من القدس.

»‬فايننشال تايمز»الأمريكية لخصت الأمر بقولها»وضع القدس يبقي قنبلة موقوتة ولكن الخوف الآن ما إذا كان ترامب قد أشعل الفتيل »‬، والعالم الآن بالتأكيد لا يحتاج إلي هتلر جديد.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 8156 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.