حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
لم تكن آلام المصريين أشد ضراوة كما كانت في اسبوع الآلام،الذي انقضي مخلفا دماء عزيزة وحكايات مريرة، ومشاهد يصعب نسيانها، وغضبا مكتوما في الصدور من خسة القتل في دور عبادة يوم عيد، ولكن الحزن والألم لايكفيان للتخلص من داء الإرهاب الجسدي والفكري، ولا أظن أن الطوارئ وحدها يمكنها التخلص منه، فقد كانت مصر في حالة طوارئ في كثير من العمليات الإرهابية خلال فترات سابقة، ولا أظن أيضا أن الشحن المستمر ضد الأزهر ورجاله وقيمته هوالمواجهة الفعلية للإرهاب، فلم يثبت أن الإرهابيين تعلموا بالأزهر، بل إن أغلبهم لا يعترف به ويهاجمه، ومن قبل قتلوا الشيخ الذهبي شيخ الأزهر، كيف تكون المواجهة إذا؟
»المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب» كان عنوانا لورقة بحثية قدمها د. سعد الدين الهلالي في مؤتمر عقده المجلس الأعلي للثقافة العام الماضي، مضمونها أن القول الفصل في مسألة مواجهة ظاهرة الإرهاب والقضاء عليه، يشترط تحقق أمرين أساسيين أولهما أن يمتلك الشعب وعيًا شاملاً يُحصنه من غدر الخيانة، وفتن الطائفية والوقيعة بين صفوف الشعب بالمزايدة أو بالتجارة الدينية، وهذا الوعي مسئولية المؤسسات المدنية التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، أما الأمر الثاني فهو تنظيم مصالح الشعب بسيادة القانون بما يضمن العدالة المرضية، ويحمي أمنه القومي، وهذا التنظيم وتلك الحماية مسئولية المؤسسات القضائية والأمنية، وتبقي سيادة الدولة ومؤسساتها الفاعلة في ظل جيشها المستقل القوي .
هذا يلخص حجم المسئولية المشتركة التي يجب أن يتحملها الجميع بجدية لا تنسي بعد حين، ولا يصيبها التراخي أو الإستهانة، وهي أهم بكثير من التركيز علي إسكات صوت المعارضة، أومصادرة صحيفة، أو منع مقال، أو إطلاق الأناشيد والأغاني الحماسية، والاكتفاء بالتناول العاطفي لكل كارثة تحل بنا.
من أجل كل شهيد سقط في صلاة العيد، وكل شرطي وشرطية ذهبوا ضحايا أداء الواجب، أتمني أن يكون المجلس الأعلي لمواجهة الإرهاب علي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقه .
———–
hebaomar55@gmail.com
