حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
البدايات تمنح التفاؤل عادة، فهي ميلاد جديد لأمنيات، وإنتظار جديد لتحقيق حلم، وتأجيل مؤقت لخيبات وأوجاع، وفرصه للشعور بالبهجه، وإعادة ترتيب الأفكار والمشاعر، وتحديد أولويات الحياه… ومع بداية عام جديد قد يكون مفيدا أن يراجع الإنسان حساباته ويعيد تحديد إختياراته، ويتعلم الفصل بين الشأن العام والخاص، لأن الحياه مع كل هذا التوتر والإنفعال الذي يسود مناقشاتنا وعلي شاشاتنا أصبحت شديدة الصعوبة.
أمنياتي كثيرة للعام الجديد.. بعضها يرجو أن تصمت قليلا لغة التهديد والتخويف والتخوين في الخطاب الإعلامي، وتخفت قليلا لغة النفاق والمزايده، ويدرك البعض أنهم لم يضيفوا شيئا يذكر عندما امتهنوا هذه المهنه سوي هدمها وتحطيم قواعدها !
وبعض أمنياتي أن نتوصل في العام الجديد إلي حلول جذريه لمشاكل النظافة التي عجزت أمامها كل الحكومات رغم عشرات التصريحات التي تم إطلاقها خلال عشرين عاما، ولم يتم حل المشكلة بل تفاقمت حدتها وتوسعت دوائرها، وضاعت كل الجهود المبذولة لمحاصرتها هباء !
تمنيات البدايات تتطلع عادة للعدل، وأول العدل ألا يقهر صاحب رأي، ولا يتم سجن برئ، ولا يظلم مظلوم، والعدل بين الناس بالنظر في أحوالهم وتفقد امورهم وتقبل أعذارهم، وتهيئة الأجواء لتحسين حياتهم، وقليل جدا من يفعل هذا من المسئولين في كل المستويات!
حلم الوصول إلي تعليم حقيقي يمكنه تغيير مستقبلنا هو حلم مؤجل دائما بسبب نقص الإمكانات ! ورغم ذلك مازلت أحلم بأن تكون مدارس مصر نموذجا للتعلم وتربية الذوق والوعي بالجمال وتنمية المهارات، سواء في المدن أو القري، لتخرج أجيالا سوية متوازنة تعرف لغتها العربية علي الأقل، أكثر مما تعرف لغة «مهرجانات الأغاني «الرائجه الآن !
حلم تغيير ما مضي قد يكون صعبا ولكن تغيير القادم يظل ممكنا، يحتاج فقط إلي إرادة حقيقية لا تتلاعب بها الأهواء، ولا تعبث بها المصالح… ولا تسيطر عليها مطامع وأغراض.. لوجه الله ولمصر فقط.
hebaomar55@gmail.com
