الثلاثاء , 30 أبريل 2024

هبة حسين تكتب:«شِوال الفيران»!

= 1913

Heba Hussain

 

يحكي أن مهندساً زراعياً أثناء ركوبه قطار الصعيد المتجه للقاهرة، جلس بجانب فلاح مسن يضع بين قدميه «شوال» من الكتان. وطوال الرحلة، يقوم الفلاح كل ربع ساعة بتقليب الكيس ثم يثبته بين قدميه واستمر علي هذا الحال طيلة الطريق.

تعجب المهندس الزراعي من صنيع الفلاح فسأله عن قصة هذا الكيس؟ قال الفلاح: «أنا خبير باصطياد الجرذان والفئران بقرية فرشوط وأبيعها للمركز القومي للبحوث بالقاهرة ليعملوا عليها التجارب». فسأله المهندس: «لماذا تقوم بتقليب هذا الكيس كل فترة؟» فقال الفلاح:»هذا الكيس فيه جرذان وفئران، ولوتركتهم دون تقليب لأكثر من ربع ساعة حيرتاحوا وكل واحد منهم حيحفظ مكانه ويستقر فيه ويبدأ بقرض الكيس فتحدث مصيبة بخروج الفئران، لذلك أقوم بخلط الشوال كل ربع ساعة حتي يتقاتلوا ويختلفوا مع بعض، فيغفلوا عن الشوال حتي أصِل إلي مركز البحوث بسلام.»

أعجب المهندس بنظرية «شوال الفئران»، والتي تماثل سياسة وفلسفة الغرب والصهاينة تجاه الوطن العربي وشعوبه..فكلما بدأت شعوبنا تأخذ أنفاسها وتتعافي من كوارثها، أطلقوا الدسائس والفتن وأكثرها دينية وقاموا بتحريك « الشوال » وأطلقوا الشعارات الكاذبة في محاربة الإرهاب كي يضمنوا سيطرتهم علي الساحة السياسة والاقتصادية رغم أنهم هم من صنع الإرهاب وصدره للعالم. ولعل أحدث مثال علي ذلك هو البيانات التحذيرية التي أطلقتها أمريكا وبريطانيا وكندا لرعاياها الأسبوع الماضي لاحداث بلبلة في المجتمع المصري مع بدء تعافي السياحة ومحاولات الوقيعة بين مصر والسعودية.    

وتتفق نظرية «شوال الفئران» مع ما يؤكده المؤرخ الدكتور وسيم السيسي الذي حذر من المقولة الشهيرة لديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لاسرائيل:» ان قوتنا ليست في سلاحنا النووي ولكن في تفتيت ثلاث دول كبيرة حولنا هي العراق وسوريا ومصر الي دويلات متناحرة علي أسس دينية وطائفية ونجاحنا في هذا الأمر لايعتمد علي ذكائنا ولكن علي جهل وغباء الطرف الآخر». كما أكد المؤرخ الكبير أن أمريكا نفسها لعبة في يد الصهيونية العالمية وذلك بشهادة عضو الكونجرس الأمريكي «هربرت سبنسر» الذي قال:» ان اليهود يسيطرون في بلادنا علي كل ما يؤثر علي المعدة والعقل والغرائز..وأن خراب أمريكا سيكون علي يد اليهود الذين يمكنون أبناءهم من أهم المناصب في البلاد»

فهل يعي العرب أنه كلما حرك الغرب والصهاينة «الشوال» نتقاتل ونتعارك فيما بيننا وننسي أننا في قارب واحد، وعلينا أن نتكاتف معا حتي لا نستمر لعبة في أيديهم بعد أن دمرت سياساتهم كبري الدول العربية في المنطقة. ان العرب للأسف مشغولون بالتفاصيل الصغيرة ولاينظرون للصورة الكاملة التي سقطت بعض أجزائها بالفعل، فهل نأمل أن يفيقوا قليلا لانقاذ بلادهم قبل فوات الأوان؟.

——

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 8256 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.