الخميس , 2 مايو 2024

“نورُ الليل”…قصة قصيرة بقلم مي سامح

= 3112

الليلُ يُخيم علي الأجواء، تسللت الظُلمات من آبارهِا لتجتاح ما تبقي من نورِ النهار ليتبدل لون الغروب باللون الأسود الذي كرهه البعض بإعتباره رمزٍا للحُزن و لكن ليس علي قلبِ “نور” التي جلست بجانب حبيبها علي سورِ الكورنيش، تنظر إلي البحر ربما يُحدثها هو عن ما يدور بقلبِها قبل أن تنطقه أو تحاول التعبيرَ عنه فهي التي تُجيد الكتابة والتعبير بها ولكن هي أيضاً أسوأ شخص تريد العودة له في شرحِ شيء ٍ علي أرضِ الواقع.

نظر لها حبيبها وكأنه يريد أن يجعل من إسمِها حظاً يُريد أن يبُدل انطفائَها نوراً.

حينها خرج عن صمتِه وقال لها : ومتي سوف ينتهي حُزنك وتشعرين بالسعادةِ مجدداً يا نور العين؟!

شردت بذهنِها قليلاً وكأنها في عالمِها الخاص تتذكر متي كانت سعيده حقاً..

لا يعلم إن كان يجب عليه إعادة السؤالِ مره أخري أم يكتفي بالشرود في أجواءِ الخريف المحيطة بهم كما تفعل هي، تتساقط اوراقُ الشجر من مسافةٍ تراها جيداً ف تنظر لها في أسي و كأن روحَها تتساقط أرضاً مع كل ورقةٍ.

ينظر لها و كأن آخر أمل له في هذا العالم يتلاشي، إبتسامتها الحقيقية التي فقدتها منذ زمن وتُجزم له أن من الصعب عليها العودة لسابِق عهدها
تقتُله تلك الكلمات فهي التي لم تنفُك عن الضحِك و اللعب وإسداء النصائح ابداً، كانت ماكينةً للحب كلاً من يريد حُباً ما كان عليه سوى التوجه إليها ويفتح قلبَه علي مصراعيِه ولكن من ذا الذي سوف يُعطيها ذاك الحب الذي قدمته علي طبقٍ من فضه لكل من تعرفه أو حتى بإبتسامةٍ منها للمارةِ الغُرباءِ عنها؟!

غريبةٌ هي تلك المرأه التي لم تُفكر يوماً في إسعادِ نفسِها و لكنها انشغلت كثيراً بمن حولها حتي نست من تكون و ما الذي تريده!! كم يود أن يقتلع ذاك الحزن من عينيها و يُبدله بفرحٍ تنسي معه كل شيء حدث لها..

قطعت شروده ولمست يده في حنانٍ لم تستطع حتي البُكاء لأن هذه المرة قلبها الذي يبكي ..

ثم قالت: لم اكن اريد أن يحدث كل هذا، لم اكن اريد أن اكون عبئا علي اكثرِ شخص احببته في حياتي و لكن تُجبرنا الحياه احياناً علي خوضِ معارك تُنهك ارواحَنا، تُجبرنا أن نعيش عُمرين فوق اعمارنا، تُجبرنا علي الأنعزال و اعادة التفكير في كل ما حدث من قبل!

هل انت مستعد أن تخوض معي صراعي النفسيّ؟ هل انت مستعد أن تهب لي كل ما وهبته و أَخذ الكثير مني؟!

نظر لها بكل الحب الذي لم ينقطع لحظه منذ أن دخل قلبها ورأي كل ما يستدعيه أن يبتعد لكنه مع ذلك فَضًّل البقاء ليحاول أن ينتشلها من كل تلك الأفكار التي تحاصرها

– حبيبتي، حتماً سوف نجد نفسك التي افتقدتيها .. سوف نحاول معاً مثل كل مرة لن استسلم ابداً.

– و لكن الجميع حاول من قبل!

– لا تُقارنيني بالجميع، اجعليني اخترق ذاك القلب الذي تحاولين جاهدةً بناء سورٍ حوله، اجعليني اتمسك بذلك الأمل، لطالما كنتِ لنا ذاك الوقود الذي يُشعل محُرك الحُب في قلبِ الجميع ولكن قد جاء دوري لأُشعل وقودكِ

– ليس الأمرُ سهلاً حتماً سوف تراني قد فشلت في عدةِ أشياء مثلما يراني البعض..

– وَدعي لجامَ المشاعر السلبية معي واتركي نفسك لعنانِ الحياة سوف نُرتب احجيتَها الصعبةِ معاً لتكتمل الصورة فتجديني وتجدي نفسك اكثر حرية نرقص تحت الأمطار، انظر إلي لونِ العسل في عينيك واتوه في عالمِهما مثلما يحدث لي دائماً ثم اهمسُ في اذنيكِ الصغيرتين : ازددتي رشاقةً وحُباً.

لتتورد وجنتيكِ وتقتربي من اُذني
بهمسةٍ ايضاً لتقولين:

و هذا بفعلِ الحُب.

ترجع معه إلي الواقع لتعانقه عناقاً طويلاً وكأنها سوف تُفارقه غداً تتشبث به كطفلة تتشبث بأبيها ثم تلمع عيناها فتبتسم
وتنظر له بحُب : انت الشغف الذي لم ولن افقده ابداً.

شاهد أيضاً

“إجمع ما بقى من بقاياك”…بقلم نبيلة حسن عبد المقصود

عدد المشاهدات = 3945 حين يذهب الشغف في طيّات الفتور. ويستوي الأمران.من قربٍ وبعدٍ… حبٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.