الجمعة , 3 مايو 2024

نهى هنو تكتب: البحث عن علا..!

= 3604

لم يتقبل البعض النسخة الجديدة من علا عبد الصبور، الاّنسة الشهيرة الأكثر بحثا عن العريس المناسب والذى قدمته هند صبرى فى مسلسل عايزة اتجوز منذ 12 عام ونجح نجاحًا كبيرًا فى هذا الوقت وأحبه وأحب تلك الشخصية بينما أحب البعض الاّخر العمل الجديد بكل تفاصيله المتطورة المُبهجة.

مر وقت طويل وتبدلت السنوات واجتاحت التكنولوجيا والسوشيال ميديا حياتنا وتغير شكلها كثيرًا، وتغيرت معه بالتبعية علا ، لتطل علينا هند صبرى فى البحث عن علا المُكون من 6 حلقات فقط ومن إنتاج منصة نيتفليكس، بعد ان إنفصلت علا عن زوجها لتبدأ فى رحلة إكتشاف ذاتها مرة اّخرى.
رفض البعض هذا وعقد المقارنات وتوقع إعادة نفس النمط القديم وهو الشئ اللامنطقى، لأنه بالطبع تغيرت علا كما نتغير جميعا ، ظروفها ، شكلها ، عملها ، حياتها الأسرية ، وايضا حياة عائلتها فسافرحازم أخيها إلى دولة عربية للعيش هناك، و لم يعد للأب وجود كمن قبل، الشئ الوحيد الذى ظل كما هو دون تغير رغم مرور السنوات هى سهير الأم والدة علا التى تعانى من عقدة أمان والبحث الدائم عن رجل إعتقاداً منها انه لا يوجد اى بدائل اّخرى حتى ان كانت هناك ظروفها اقوى من تلك الفكرة.
ربما فى الماضى كان الأمر يُعرض بشكل كوميدى أثناء رحلة علا السامة فى البحث عن أى رجل للوصول لغايتها، وما أن تزوجت، وحدث الإنفصال فعادت الأم لتكمل سلسلة الأذى النفسى الذى تسببت فيه لعلا، محاولة إقناعها بضرورة فعل كل المحاولات المُستميتة للعودة بزوجها مرة اّخرى حتى لو كان على حساب كرامتها، أو دون رغبة منه للرجوع و هو يشبه حال كثير من أمهات اليوم ومعاناة الفتيات فى كل مراحل حياتها خضوعًا لرغبات الأهل الحمقاء الخاطئة احيانا.

دون اى إعتبارات نفسية فى واحدًا من المشاهد الأكثر واقعية تُخبر سهير علا قائلة ( إتصرفى لازم يرجعلك بأى شكل طيب إضغطى عليه بالعيال معقول يا علا حتطلقى )، على الجانب الاّخر ظهرت علا بمظهر جذاب جدا، وشخص اكثر هدوئًا و نضجًا من قبل تعمل فى عملها الخاص، وتعيش مع أولادها بعد أن خضعت لرغبة زوجها فى الإنفصال عاودت الإتصال بصديقتها القديمة بعد أن إنقطعت عنها لسنوات لتبدأ فى مرحلة جديدة تعانى فيها بعض التخبط حتى تصل إلى ذاتها الحقيقية هذه المرة، وترفض كل محالاوت والدتها فى السيطرة عليها مرة اّخرى وعلى أفكارها لتبدأ رحلة الوعى والنضج الخاص بها والتعرف على العالم من جديد، وهى تمثل كل إمرأة تتعرض لتجربة الطلاق بعد سنوات من الإستقرار الزوجى.

وجبة درامية خفيفة قدمها لنا المخرج هادى الباجورى، عملاً راقيًا كنت أتمنى ان تطول مدته، أدار العمل بشكل إحترافى فهو يعد واحدًا من أهم مخرجين مصر، ذات تأثير وبصمة ورؤية وموهبة مُختلفة، جاء حضور هند صبرى وهانى عادل ناضج و جيد جدا ودون إفتعال ليمثل الحياة التى يعيشها الكثير من الأزواج التى يتخللها الملل والروتين أو حتى بعد الطلاق.

لم تأت سوسن بدر بأداء جديد أو مُختلف تلك المرة ، فقد تشابه أدائها مع أداء مسلسل أبو العروسة ، لم اعد أشعر بسهير القديمة فى روحها وخفة ظلها أداء ممل وعادى، لا يليق بنجمة فى حجم سوسن بدر.

كان لظهور كل من خالد النبوى والوجه الجديد أحمد طارق قوة من حيث الطلة والتمثيل، فجاءت مشاهد خالد النبوى أكثر تميزا مع هند صبرى، ايضا أداء الفتيات المُراهقات كان جيدا جدا على الرغم من صغر عمرهم، انتقد البعض الديكورات او مستوى علا المعيشى التى انتقلت له بعد إن كانت فتاة بسيطة لسيدة بسيطة تسكن فى كومباوند سكنى راقى وهو الأمر الذى بررته هند صبرى انه تغير طبيعى ووارد وايضا انا لا اراه شيئا غريبا فالبعض ينتقل من مستوى لاّخر أو تتبدل ظروف حياته وهذا أمر طبيعى.

جاء الحوار فى المسلسل واقعيًا وبسيطًا كما جاءت أزياء علا بسيطة وأنيقة ايضا ربما كان من الأمور الغير مبررة والسيئة جدا ظهور علا ببدلة رقص.

التصوير كان جيدا بما يكفى ومُعبرا عن الحالة العامة للمسلسل وحالته الشعورية مٌترجما، إياها الباجورى من خلال كادرات جميلة تجذب العين، وإضاءة بصرية فنية عالية.

تمثل علا فتيات كثيرات يتخذن الزواج غاية فقط دون الاختيار الدقيق للرجل إنطلاقا من مبدأ جوازة و السلام وعلا ايضا الاّن تعبر عن كل إمرأة مُطلقة تبدأ حياة جديدة بفكر جديد، وهو ايضا الامر الذى بات مٌنتشرا فى مجتمعنا العربى والمصرى خاصة وهو إرتفاع نسبة الطلاق والمطلقات بنسبة كبيرة، رفضت علا الرجوع لزوجها لأنها تغيرت ولم تعد علا الصغيرة التى تلهث وراء أى رجل بل أصبحت إمرأة ناضجة حرة تختار بنفسها ما تريد وهى النهاية المنطقية جدا لشخص تغير عبر الزمن مثلنا جميعا، تكتشف نفسها من خلال السفر والسهر والمتعة والرياضة والتعرف على أناس جديدة.

ربما كان مقصود ان يقتصر الأمر فقط على 6 حلقات حتى لا يكن هناك مجالاً لملل أو لسياسة مط الأحداث دون داعى وربما كانت ايضا هناك رسالة من رؤية علا وتغير حالها بعد كل تلك السنوات.

تعددت الرسائل ولكن يبقى واحدا من الأعمال المٌمتعة جدا والأساس فيها هى ان علا تشبه كل فتاة، وإمرأة مصرية فى مراحل مختلفة من حياتها فتحية لصناع العمل الجيد.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 4496 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.