الإثنين , 29 أبريل 2024

نهى هنو تكتب: الألم جزء من معادلة الحياة

= 2692

يُعلمنا مارك مانسون فى كتابه الشهير “فن اللامبالاة” كيفية تقبل الألم و المعاناة وانهما جزء رئيسى من معادلة الحياة وبدونهما تكون الحياة بلا قيمة ، نظرا لما يُحركه الألم فى نفس الإنسان و دفعه إلى المزيد من حل هذا الخلل وعدم التوازن ، وهو المُحرك الرئيسى له فى عملية البقاء والإستمرار على قيد الحياة بدافع عدم الإستسلام.

يُعلمنا ايضا مواجهة ألمنا بكل شجاعة و قوة وتحويله إلى طاقة ونجاح و ليس الهروب منه، وربما أن العديد من النظريات النفسية و الأحاديث التحفيزية تؤكد على الفكرة ذاتها والتى نرفضها أحيانا نحن كبشر من شدة قسوتها والشعور بها إلا انها أكثر واقعية، فكلما زاد هروبك مما يؤلمك كلما ازداد الامر سوءا وكلما حاولت إنهاء هذه المعاناة الناتجة عن اى شئ يؤرقكك فإنك وبنسبة ما ستتحسن وتشعر بالسعادة.

الشعور بالسعادة لا يكتمل دون الوصول إلى نشوة الألم حينها تدرك جيدا ان السر كله معك والكنز بين يديك ألا وهو “التقبل”، نحن نتربص لأنفسنا طوال الوقت ونرفض ان نعمل على شفائها على الرغم من محاولاتنا السطحية للعيش و التأقلم والإنشغال عنها بل و نرفض التألم ،وبالتالى تزداد المعاناة ويزداد معها شعورنا بالذنب حتى حيال ما نشعر به و هو الشئ الطبيعى الذى يحدث للبشر ان يشعرون بأى شئ.

يُخبرنا مانسون انه علينا ضرورة التوقف عن التذمر والشكوى والبحث دائما عن حلول فالسعادة على حد قوله تأتى من القدرة على حل المشكلات وليس من عدم وجود مشكلات من الأصل ،و تكمن أهمية هذا الألم فى انه يساعدنا على رؤية ما هو جيد لنا و ما هو سئ لنا، وبالتالى يساعدنا أكثر على فهم حدودنا الشخصية و كيفية وضعها و التعامل بها فى كل أوجه حياتنا ،فى حين انه يقتصر مفهومنا عن السعادة فقط على الوصول الى ما نريد والاهتمام بالنتيجة دون التأكد من وجود القدرة الحقيقية على دفع ضريبة هذه النتيجة ام لا فالطريق الى السعادة دروب مفروشة بالأشواك و الخيبات على حد قوله.

أكد ايضا على ضرورة التوحد والتناغم مع العملية التى تعمل على الوصول للهدف والاستمتاع بها فمن الممكن ان تحب تحقيق هدف ما لكنك فعليا لا تحب فعل اى شئ يساعدك على الوصول له ،فأنت تهتم فقط بالنتيجة دون الإلتفات إلى دورك فى الحصول عليها ،فالمتعة الحقيقية كامنة فى التسلق نفسه، أكد ايضا على ان الألم بنوعيه الجسدى والنفسى تجمعهما علاقة طردية و ان المشاعر الجيدة والإنفعالات السلبية ما هى الا إشارات يرسلها لنا جهازنا العصبى للتعامل معها وليس لتجنبها او الهروب منها، فأدمغتنا لا تستطيع التفرقة بينهما وعلى كل الاحوال فالالم و الخسارة أمران لا مهرب منهما لكن علينا التعامل مع ما نعانيه بشكل أكثر إيجابية و محاولة التأقلم معه الى ان ينتهى.

وعليه ….تقبل ألمك و تعامل معه على الوجه الذى يجعلك أفضل لا تهرب منه فيزداد و يحاصرك، أعلم أن الأمر مُرهق و ليس بهذه السهولة وأنه يحتاج الى الكثير من المحاولة والمثابرة لكن عليك ان تفعل و تحاول أفضل من الاستسلام له و تدميره لك كليا.

شاهد أيضاً

من فضلك .. كن نفسك فقط!

عدد المشاهدات = 795 بقلم: عادل عبدالستار العيلة أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.