الثلاثاء , 30 أبريل 2024

نهى القاضي تكتب: انتصارات صغيرة في “البحيرة”!

= 1561


المرأة «آخر مستعمرات الرجل، هذه حقيقة يعرفها الرجل؛ يتحسَّس وطأتها، ويتهيَّب نتائجِها. لذلك تراهُ يقاتل، على الجبهات جميعا، لا يسلّم بخروج هذه (المستعمرة) من أملاكه، كى يمنع تحررها واستقلالها، أو كى يؤجل أحكام التاريخ فيه إن لم يستطع إلى إعدامها سبيلا». 

لا يخفي علي أحد اننا نحيا كنساء في مجتمع ذكوري مزدحم بوقائع المعاناة ، ومحنتنا لا تقتصر مع مجتمع يسلبنا حقوقنا ، يفرض علينا التمييز في المعاملة. وانما في مجتمع ذكوري ينازعني الحق في المساواة والمواطنة الكاملة باسم الدين مرة والقانون مرة اخري وباسم العادات والتقاليد مراراً وتكرارا .. 

وفي ظل كل هذا تتقلد المرأة المصرية منصب هام ومركزي ومؤثر كمنصب "المحافظ" لأول مرة في تاريخ مصر وكان من نصيب السيدة "نادية عبده" التي كانت لأول مرة ايضا تمتهن مهنة نائب المحافظ لمدة ثلاث سنوات في واحدة من المدن الكبيرة ذات الطابع الريفي المصري.

بحقك ألا يعد هذا انتصارا ومن حقي وأخريات ان نمتن له ونعده مكسبا لا ينتقص من قدرك أن تشير إليه وان كنت على خلاف مع القيادة السياسية! 

فلا يشغلني هنا رأيك الشخصي في "نادية عبده" ولا تقييمك لمشوارها السياسي، فمن خُلد في منصبه؟.  

"أول سيدة تتقلد منصب المحافظ في تاريخ مصر" خطوة للأمام  وان كنا نسير ببطء وكسر تابوه جديد، وان كنا أعتدنا السير علي الدرب. 
 
تناضل المرأة المصرية بشجاعة واقتدار كل يوم تخوض حرب جديدة لتنتزع حقوقها وتحقق نجاحات تضاف اليها وتدعمها وترفع من شأنها . ولم يأت ذلك من فراغ بل نتيجة نشاط دؤوب وتصميم علي انتزاع حقوق تم اكتسابها من التوعية المستمرة والتعبئة من جمعيات حقوقية نسوية، ومنظمات مدنية، وعين علي العالم الذي بات قرية صغيرة من خلال مواقع تواصل اجتماعي وغيرها.

أن تتقلد مصرية منصب هام "كالمحافظ " هو حدث استثنائي وخطوة علي الطريق الصحيح، فلا يُنكر مطلع بأنه تخلفنا عن دول العالم المتقدم فيما يخص استقلال المرأة والثقة بها والسماح لها بتقلد المناصب الرفيعة ، ولم  تتخلف عن دول العالم المتقدم فحسب بل تخلفنا عن دول قارتنا السمراء فالمرأة في أفريقيا تتقلد اهم وارفع المناصب.

ففي اريتريا تتقلد "إلين جونسون سيرليف"  منصب رئاسة الدولة منذ 2005 التي أنهت حربا أهلية استمرت 14 سنة، شغلت منصب الرئيس منذ 16 يناير 2006. الي الان، وبذلك أصبحت أول امرأة تنتخب لرئاسة دولة أفريقية بطريقة ديمقراطية. 

هي أول امرأة تحكم دولة أفريقية، وقد احتلت المركز السبعين في قائمة أقوى النساء في العالم التي نشرتها مجلة فوربس عام 2014.حصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2011 مع إحدى مواطناتها..وقد شاهدت حوارا تلفزيونيا بقناه «دويتشه فيلة»  لهذه السيدة ويحاورها مذيع ألماني في لقاء صحفي باتت تتحدث بكل ثقة ودبلوماسية وديمقراطية ، كانت اجاباتها منمقة مرتبة تنم عن سيدة مثقفة واعية واثقة من ادواتها تعلم ما تريد وتسعي إليه بخطى ثابتة، وعندما سألها المذيع عن ما تطمح إليه في المستقبل القريب .. أدهشتني صاحبة نوبل السيدة السمراء ألين حينما ردت بكل ثقة النهوض بمنظومة التعليم لأنه اساس كل شيء ، اضفاء صبغة وطنية علي الاقتصاد الأريتيري ، وعن خططها في 2030 قالت ان تكون أريتريا دوله متوسطة الدخل .

في القرن الحادى والعشرين في مصر مهد الحضارات الإنسانية يعلق رجل مصري علي خبر تقلد إمرأة منصب المحافظ ساخراً، "المحافظ الجديد بتاعنا واحدة ست.. ياختاااي!.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 8829 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.