حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
للأسف لن يكون حديثي هنا عن الألبوم الجديد للهضبة عمرو دياب ولا النجاح الساحق الذي حققته حفلته الأخيرة بالساحل الشمالي. وعلي الرغم من إعترافي أن عمرو دياب قد حقق نجاحاً مبهراً لم يصل له في العالم العربي الكثيرون، يظل العالم الجليل المبهر سير مجدي يعقوب حالة فريدة من نوعها في الإصرار علي النجاح وتحقيق ما يعتبره الكثيرون مستحيلا.
لازلت أذكر الإنتقادات التي صاحبت عودة مجدي يعقوب بشكل نهائي لمصر، التي اتهمته أنه أعطي الخارج كل خبرته ومجهوده ولم يعد لديه ما يقدمه لبلده.
والحقيقة في البداية كدت أصدق هذه الانتقادات، وحتي وإن كانت حقيقة فمن حقه أن يستمتع بوطنه ويتقاعد بعد عمر كامل من العمل الشاق والتفوق رفع فيه إسم مصر عالياً وأصبح إسم عالمي. ولكن فاجئنا يعقوب بإفتتاح مركزه الخيري للقلب بأسوان الذي أصبح ليس فقط مجرد مستشفي للعلاج، ولكن مركز تدريب لكوادر طبية مشرفة قد نجد فيما بينها مجدي يعقوب جديد وأيضاً مركز بحثي تخرج منه أوراق علمية تنشر في كبريات المجلات العلمية العالمية.
ولم يكتفي مجدي يعقوب بالنجاح المبهر لمركزه الطبي والذي أصبح مركز جذب للسياحة العلاجية، ولا بأنه الي الأن لايزال يقف في غرفة العمليات ما يقرب من 16 ساعة يومياً، ولم يتوقف طموحه وقرر إبهارنا مرة اخري بالإعلان عن مدينة طبية متكاملة في أسوان علي أعلي مستوي معماري وبحثي وتدريبي وتكون الأولي من نوعها في العالم التي تعمل بالطاقة الشمسية.
مهارة السير مجدي يعقوب التي جعلته واحد من أهم الخبراء في مجاله علي مستوي العالم ليست هي السبب الوحيد لتفرد شخصيته. المذهل فيه هذا الشخص هو أنه لايزال قادراً علي الحلم بالمستحيل وتحقيقه، تجاهله لكل المعوقات، العمل دائما بجدية ونشاط لا يقوي علي الكثير من الشباب، تجاوزه للبيروقراطية وتغلبه عليها. شخص غير قابل لليأس أو التوقف في طريقه الذي رسمه لنفسه وهو الأمر الذي جعله “معّدي الناس” بمراحل.
