السبت , 4 مايو 2024

نهال مجدي تكتب: لسنا خونة..!

= 1327

—–

ونحن نحتفل اليوم بذكري ثورة الخامس والعشرين من يناير دعوني في البداية اعترف أنني ممن كانوا في الميدان وقتها، وبعد أن كنت في قمة سعادتي والمجتمع يحترمنا ويثمن هذا الحراك الشاب وفخور بأحلامنا في مستقبل افضل أصبح نفس المجتمع الآن يشعرني وكأنني اقترفت جرماً يستوجب الإعتذار والعقاب، وبين عشية وضحاها وجدت نفسي من الخونة “الينارجية” الذي دمروا البلاد وكادوا ان يقضوا علي مستقبلها الي الأبد.

هذا التشكيك والتخوين افقدني الثقة بنفسي بعض الشيء وجلعني اعيد التفكير في موقفي، ولكن طرأ على ذهني عدد من الأسئلة التي أعادت لي تلك الثقة وأكدت لي أنني كنت علي صواب.. فهل هناك ثورة في العالم وعلي مر التاريخ لم يكن لها توابع سيئة، أم أن الشعوب تثور لتجد نفسها قد تحولت لدولة عظمي في اليوم التالي؟ هل كان هناك أمل في أي محاولات للإصلاح السلمي التدريجي في نظام الرئيس السابق مبارك؟ هل سمح بوجود معارضة محترمة لمناقشتها والاستفادة من آراء المخلصين منها؟ هل لم يكن يكفي 30 عاما من وجود رئيس ينجح بالتزوير في كل مرة؟ هل كان خافياً علي أحدنا كم الفساد المستشري في جسد الدولة والذي كان ينمو تحت بصر الإدارة المصرية وقتها ولازلنا نصرخ مطالبين بالقضاء عليه إلى الآن؟ هل كان ينبغي علينا أن نرضي بكل هذا التردي في مكانة الدولة المصرية بين دول العالم؟ هل لو لم تقم ثورة يناير كان ينتظر مصر مستقبل زاهر مع مبارك؟ هل كانت ثورة يناير هي السبب في تولي خونة وجماعة إرهابية بعد ذلك أمور البلاد؟

قد يكون أندس بيننا البعض ممن لهم مآرب أخري فيما حدث بعد ذلك واستغل طهارة الشباب وعدم خبرتهم السياسية لينحرف بهم بعيدا عن اهدافهم، ولكن هذا لايمكن ان ينطبق علي ملايين الرومانسيين والحالمين بمصر أجمل وأكثر تقدما ولذلك كان نفس الشباب هم من نزلوا للميادين مرة اخري لتصحيح المسار في 30 يونيو.

هناك أيضا خطأ يقع فيه البعض وهو جعل الأمر يبدو وكأن الإحتفال بــ25 يناير كعيد للشرطة هو نكاية في الثوار، أو العكس..وهو فهم مغلوط للأمور، فلا يوجد عاقل لا يعتبر ما حدث في ذكرى 25 يناير الأولى بطولة حقيقة لمجموعة من أبطال الداخلية في مواجهة قوات الاحتلال البريطاني في الإسماعيلية، أو ان يحاول تشوية صفحة ناصعة البياض من تاريخنا. ولكن في المقابل نرجو من هؤلاء المعارضين لثورة يناير 2011 ألا يظلموا كل من شارك فيها..فهناك من كانت كل أهدافه في هذه الايام مستقبل افضل..هناك منهم وطنيون لاهم لهم الا تتقدم بلادهم لتتخذ موقعها الصحيح بين دول العالم.

لقد كان حلمنا هو أن يأتي اليوم الذي لا يشار لمصر فيه كدولة من دول العالم الثالث.. نحن لسنا خونة، لسنا من بعنا الوطن، لسنا المسئولين عما وصلت له البلاد بعد الثورة..حتي وان خالفتونا الرأي فقط: لا تظلمونا.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 11515 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.